المركب الثقافي بالمنستير: محطات وأنشطة كبرى مع تعدد الألوان الفنية

كتب: شمس الدين العوني
تنوعت فعاليات و أنشطة المركب الثقافي بالمنستيربين مناسبات بمثابة المحطات الكبرى وأخرى يومية و أسبوعية وفق تقاليد المؤسسة و تعدد الألوان الفنية و الابداعية بين المسرح و الموسيقى و الأدب و السينما و الفكر و الترفيه و النشاط الموجه للطفل و النشاط الدوري للنوادي…
الكفاءات و المواهب
وقد عملت مديرة المركب الأستاذة أميرة البكوش في كل ذلك على فسح المجال للكفاءات و المواهب و الراغبين في الاضافة اعدادا و تنسيقا و احكاما للتنظيم و بإشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية و من الأنشطة التي انتظمت مؤخرا نذكر العرض الفني الراقي لنادي زرياب للموسيقى العربية بالمركب الثقافي بالمنستير بقيادة المايسترو البشير_مزالي يوم 18 أوت 2024 ضمن مهرجان عيسى ابن مسكين بمسجد عيسى في دورته الـ10…
ورشة الخط العربي
كذلك انتظم نشاط ورشة الخط العربي ضمن الدورة الرابعة في تأطير من قبل الأستاذ علي الدبابي و بالنسبة للنواد نذكر بالخصوص الإجتهاد و النجاح المتواصل لصالون الهادي نعمان بإدارة الأديب الحبيب المرموش وبحضور نخبة من المثقفين و الشعراء طيلة الموسم الثقافي وبدعم من مندوب الشؤون الثقافية و نادي رحالة المسرح و الذي قدم مسرحية للكهول بعنوان ” فترينا” في مرسى المارينا بالمنستير.
وفي سياق التظاهرات ضمن الفن و المحيط نجد ‘تظاهرة مارينا الفن و الابداع’، ووفق علاقة جمالية حيث الفضاء المفتوح في تفاعله الجمالي مع الإبداع في تلويناته المتعددة ضمن عنوان لافت هو الجمال المبثوث في الأمكنة بما يتيح للناس جانبا من الاستمتاع بمشهديات فنية في تناسق و تواؤم مع طبيعة هذه الفضاءات لكسر الأنساق المألوفة في التعاطي مع الفن و من ذلك الفضاءات المعتادة و المغلقة..انها فسحة الفن في تفاعلاته الشتى مع الفضاء العام في انفتاحه و حواره مع الابداع و الابتكار…
لعبة الفن
هكذا هي لعبة الفن المتجددة و التي ضمنها شهدت مدينة المنستير تظاهرة ثقافية تشكيلية من تنظيم المركب الثقافي ” تظاهرة مارينا الفن و الابداع ” التي انتظمت بالشراكة مع المركب السياحي مارينا في منجز فني لفنان الشارع اسكندر تاج الذي ترك بصمة في القرى و المدن التي مر بها وحول الشوارع والأماكن العامة إلى مجالات فنية مفتوحة..
كما انتظمت بشاطئ النخيل بالمنستير فعاليات تظاهرة ” فنون العرائس على شاطئ روسبينا ” في دورتها الأولى و ذلك في تنظيم للمركب الثقافي تحت إشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية و بالشراكة مع المركز الوطني لفن العرائس ضمن مشروع قافلة العرائس و تتواصل بقية الأنشطة و الفعاليات لهذه التظاهرة بعدد من العروض حيث ضم الافتتاح كرنفال عرائس و ورشة السلحفاة البحرية مع ورشة الرسكلة و تتعدد العروض المسرحية و منها عرض مسرحية البجعات و مسرحية طبيب الضيعة و مسرحية “ما يراوش”
وذلك وفق اشراف فني و تنسيق للتظاهرة من قبل العرائسي المميز الفنان حسان السلامي و لتنشيط العروض والورشات الفنان أسامة الماكني و في ورشة السلحفاة البحرية كل من الفنانين و الفنانات ياسين بشر و خلود الناعس و ورشة الرسكلة و عبد السلام الجمل و اميرة اللواتي و تامين التقنيات لامين الشورابي.
تظاهرة متنوعة
تظاهرة متنوعة العروض و الألوان الفنية المسرحية طيلة ثلاثة أيام وذات خصوصية بين الترفيه و التوعية والبيئة تشمل العائلات والأطفال و ذلك ضمن هذا النشاط الثقافي الصيفي للمركب الثقافي بالمنستير بإدارة الأستاذة أميرة البكوش، وذلك اثر موسم ثقافي شهد خلاله المركب عديد الأنشطة و التظاهرات و المعارض و الندوات و العروض الثقافية و الفكرية و الأدبية ذات البعدين الجهوي و الوطني.
و في جانب اخر من الأنشطة بالمركب اندرج تنظيم معرض “حتى لا ننسى “في إطار الأنشطة الثقافية التي تنظمها الجمعية المتوسطية للفنون المعاصرة بالتنسيق مع المركب الثقافي بالمنستيرحيث أن “حتى لا ننسى ” هو عنوان معرض تشكيلي جماعي لمجموعة من الأساتذة والباحثين الأكاديميين في مجال الفنون المعاصرة. شهد هذا المعرض العديد من الأعمال التشكيلية لـ تتضمن أفكارا هادفة قد تتحول إلى مسائل وتبين تفاعل الفنان مع حاضره ومع ما يحصل.
هذا المعرض يعد بمثابة مساحة للتحاور والتفاعل الذي يوجه أفكارا هادفة ورسائل انسانية.
وطبعا لا يمكن المرور دون ذكر تظاهرة ولدت لـ تتواصل بالمركب و نعني حدثا في المجال الإبداعي بخصوص الفنانات العصاميات حيث انتظمت الدورة الأخيرة لسنة 2024 بنجاح و تميز، وقد برزت تجربة الملتقى الوطني للمبدعات العصاميات في التعبير التشكيلي بمدينة المنستير منذ حوالي عقدين من الزمن كحاضنة للابداع التشكيلي في شتى تعبيراته حيث يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر ليكتشف رواد هذا المهرجان الخصوصي وأحباء التعبيرات الجمالية في الفنون البصرية مجالات شاسعة من حيث الابداع النابع من الذات في تلقائية الوعي الفني و الرغبة والإصرار على التعبير بالفن و مع مرور السنوات و الدورات برزت تجارب مميزة كان لها الحضور المميز فيما بعد في الساحة الفنية التشكيلية بتونس.
مهرجان كبير
المهرجان انطلق كبيرا و واضح الفكرة و السياق و المنطلقات و الأبعاد ما جعله ملاذا للموهوبات من الفنانات في عدد من جهات تونس الأمر الذي ساعد على منح المشاركات اطارا للتكوين و تدعيم الجانب المتصل بالممارسة الفنية الى جانب اكتساب المعارف والخبرات عبر إشراك الفنانين المحترفين و تنظيم لقاءات تكوينية .و تذكر المشاركات في الدورات الأولى و التأسيسية لمسارات هذا المهرجان حضور عدد من الفنانين المحترفين لتقديم تجاربهم عبر شهادات و من ذلك نذكر الفنانين الراحلين ابراهيم الضحاك و يوسف الرقيق …
وهكذا تواصل الأمر حيث تنطلق فعاليات الدورة (20) لهذا المهرجان العريق وفعالياته بإشراف المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية و بتنظيم من قبل المركب الثقافي بالمنستير يوم الخميس 25 أفريل 2024 وذلك باستقبال المشاركات بالمركب الثقافي بالمنستير ومن الفقرات المبرمجة نجد تقديم شهادات وتجارب حول النسوية الإبداعية بإشراف الأستاذين سامي بشير وحمدة دنيدن و كان المجال لليوم الثاني الجمعة 26 أفريل عبر انطلاق نشاط الورشات و لقاء بعنوان “تانيت وأيقونة الإبداع في زمن الرقمنة” بـ قصر الرباط بالمنستير و من الأنشطة هناك ورشة الرسم على الماء “فن الإيبرو” إشراف الفنانة زهرة زرّوق و ورشة”Graphique” مع الدكتورة هالة الهذيلي و ورشة الفسيفساء مع الأستاذ كريم كريّم وورشة الطباعة الأحادية مع الدكتور محمد بركة…
بانوراما من الابداعات و الفنون و فعاليات الثقافية و الفنية التي طبعت نشاط المركب لهذا الموسم المنقضي وفق عمل دؤوب و برمجة ذكية و متابعة مفتوحة لأجل تواصل اشعاع منارة المركب الثقافي في عوالم الفن و الابتكار و الإبداع.