القصرين: تراجع كبير في صابة التين الشوكي بسبب الحشرة القرمزية

تراجعت صابة التين الشوكي على المستويين الوطني والجهوي خلال الموسم الفلاحي 2024-2025 نتيجة الانتشار السريع للحشرة القرمزية في معظم الولايات، لاسيّما في ولاية القصرين التي تُعدّ أحد أبرز أقطاب إنتاج هذه الثمرة.
تراجع كبير
وقدّر رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي والمستثمر في القطاع، محمد رشدي بناني، في تصريح أدلى به لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، اليوم الثلاثاء 8 جويلية 2025، أن صابة هذا العام لن تتجاوز 150 ألف طن، مقابل 250 ألف طن في الموسم الماضي، محذرًا من وضع أسوأ في السنوات المقبلة، إذا لم يتم تدارك الوضع، حيث قد تتراجع الصابة إلى 50 ألف طن السنة القادمة، وفق تقديره.
مجهودات غير كافية
واعتبر بناني أن المجهودات المبذولة في مقاومة الحشرة القرمزية “غير كافية على الإطلاق لإنقاذ هذا القطاع الحيوي”، وأشار إلى أن الجمعية دعت في مناسبات عديدة إلى مراجعة البرنامج الوطني لمقاومة الحشرة القرمزية.
أهمّية اقتصادية واجتماعية
وسلط بناني الضوء على الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لقطاع التين الشوكي، مؤكدًا أنه يوفر حوالي5 ملايين يوم عمل سنويًا ويُمكّن أكثر من 100 ألف يد عاملة من موارد رزق بشكل مباشر وغير مباشر، من فلاحين وتجار وعائلات وغيرها.
ونبه بخصوص تسجيل ظهور بؤر متفرقة للحشرة القرمزية في منطقة زلفان، أكبر أقاليم إنتاج التين الشوكي في البلاد بمساحة تناهز 25 ألف هكتار، ودعا كل الأطراف المعنية، جهويّا ووطنيّا للتدخل العاجل والاستثنائي لحماية هذا المورد الحيوي.
نشر الدّعسوقة
وفي انتظار البحث عن حلول بديلة، جدّد بناني مقترحه بتكثيف إنتاج ونشر “الدعسوقة”، العدو الطبيعي للحشرة القرمزية، عبر إسناد هذا الدور إلى شركات مختصة للإكثار منها وتوزيعها على الفلاحين في مناطق الإنتاج المتضررة، بدل الاعتماد فقط على المخابر البيولوجية.
وأعرب عن أسفه لتسجيل سلوكيات غير مسؤولة من بعض الفلاحين، مثل اقتلاع خطوط من غراسات التين الشوكي، التي تم نشر الدعسوقة فيها مؤخرا بأحد مناطق معتمدية سبيبة، داعيًا إلى تعزيز الوعي والتحسيس بأهمية هذه الحشرة النافعة.
وأكد على أهمية تقليم كفوف التين الشوكي، كإجراء أساسي في تقليص أماكن توالد الحشرة، إلى جانب الرصد المبكر للبؤر والتدخل السريع لمعالجتها، فضلًا عن الإسراع في غراسة الأصناف الجديدة المقاومة للحشرة التي تُعد أمل القطاع في الاستدامة.