فنون

الفنان الكبير عدنان الشواشي: تغييبي عن المشهد الإعلامي لم يغيّر شيئا في نسق عملي…

كتب الفنان الكبير عدنان الشواشي

قبل دخولي عالم الفايسبوك ، كنت أسمع الكثير عن المشاكل المتعدّدة التي تحدُث يوميا لبعض المشاهير المنتمين إلى هذا الفضاء الإتّصاليّ الشّاسع المفتوح ، بسبب زلّة لسان عارضة ، أو لقطة مصوّرة محرِجة أو أقوال موجّهة مُغْرِضة.

وكم من مرّة ، و بسبب قلّة وعي أو سذاجة فكر أو تعاضُم كِبر و بذاءة منطق ، تزدحم الصّفحات بوابل من التّعليقات المتفاوتة عُنفا و ثلْبا و قلّة أدب ، حاشاكم ، ممّا يزيد الطّين بلّة و الحالة إزدراء و بأسا وغُمّة وعِلّة ، فتكون النّتيجة ، في كلّ الحالات ، فضائحَ وتراشقا بأخزى و أخجل وأقسى التّلاسنات كم نحن فى غنى عنها في مثل هذا الزّمن المُكهرب المتوتّر ، أصلا ، والمفخّخ بشتّى أنواع المخاتلات والإنفلاتات ورداءة الأذواق و بذاءة التّعبيرات والمناكفات !
لكنّني ، و بعد تفكير طويل عميق ، إقتنعت بأنّ الفايسبوك كالشّارع بالضّبط ، يعترضك فيه اللّطيف المتأدّب الرّقيق ، و المُتعجْرِف المستفِزّ المَشْلِيق ، والحاسد الشّرس النّاقم ، والحامد المتبسّم الغابِط…
كلّ هذه المتناقضات الموجودة في الشّارع و حتّى في صلب العائلات هي في الأصل من طبيعة الحياة التي تستوجب من العاقل التّعامل مع حُلْوِها و مُرِّها وخيرها و شرّها بعقل رصين وفطنة دائمة و رباطة جأش وبرودة دَمٍ وامتناع ثابت عن السّقوط في متاهات التّسرّع في ردّ الفعل بما يجعلك تخسر مقدارك وراحتك و ربّما حياتك….
بالنّسبة لي ، إذن، الفايسبوك فرصة ثمينة متاحة للتّواصل و التّحابب و التّآزر و كذلك للتّحاور والتّجادل جدالا هادئا راقيا مثمرا..
بصراحة … أعترف أنّه لولا الفايسبوك لاعتقد الكثير منكم أنّني إبتعدت نهائيا عن الحياة العامّة و اعتزلت الفنّ ، فيما الحقيقة هي عكس ذلك بالضّبط… فأنا لا زلت أنشط و في حالة بحث دؤوبة عن جديد الأعمال التي بها و لها أعيش وعليها أعوّل كي أفرض وجودي وأثبت لكم أنّ غيابي أو بالأحرى تغييبي عن المشهد الإعلامي لم يغيّر شيئا في نسق عملي ولا في قدرتي وثباتي على الإستمرار في الإبداع و محاولة الإمتاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى