رسم: أمين الشابي
أخلع يا صاحبي نعليك رجاء
قبل أن تدنّس حرم الكلمات
ان كنت لا تعي معنى الهوى
ولا تخشع لطقوس الصلوات
لترحل أنت و للتّو من هنا
للشعر قدسية كما لهذه الأبيات
بيت الشعر أنا شيّدته من دمي
و من بحور الشوق و الآهات
حين أتغنى بالقمر في السماء
لا تنعت بالهذيان كلّ كلماتي
فلست طبيبا لتفقه ما جرى
و لا أنت وصي عن حياتي
فالشعر عندي موت أو حياة
اكبح لسانك و تفادى ويلاتي
مثلك لا يفقه الشعر ولا الهوى
دعك يا صاح ولا تتبع مجرّاتي
حين أصفها قمرا تضيئ العمر
فهل لقلبك رأي في سكراتي
أثني دوما على جمالها الساحر
تلك هي حبيبتي و هي نعراتي
أدعو حبيبتي وألهث معتذرا لها
إن رحلت عنّي وتركتني لعباراتي
أنا قلت صدقا سكناها في وجداني
و هي أجمل الأنغام في ألحاني
بيت و بيت مع بيت أنظمه لها
تصير قصيدة بين فرحي وأشجاني
يتمايل لها الجسد طربا وتنتشي
لشجن اللحن و رقص النغمات
فخذ بعضك أيّها الدخيل وارحل
فالشعر محراب لا يدخله دنس
إلاّ بطهر الفكر وحذق الكلمات
فلا تسبح في لجج بحر الهوى
خشية الغرق في عمق الأعماق
