رسمه: الأمين الشابي
***
أحلم بوطن العلم به نسعد ولا نشقـى
لا تحكمه أياد فاسدة هي بدّا الأشقـى
وطن متفرّد يحلو العيش فيه ونشفى
من أمراض ظلامية بأفكارها البائسة
وطن سخيّ يؤمن بالعلم والعلوم سبيلا
عماده الشباب والشابات وكلّ الناشئة
الرضاء بالدون عدّوه، متطلع للأسمى
يرسم خطوطه ليسمو بالمجتمع ويرقى
ذاك لن يأت ونحن في النوم نغطّ فنفنى
العمل فقط هو السبيل والإبحار والمرسى
شمّر على الساعدين وتوكّل فالعمل شرف
اجعل العمل عنوانا به تعلو الشعوب وترقى
لن تطال أبدا النجوم وأنت بين الحفر تشقى
أنظر حولك فبعض الشعوب غزت السماء
ونحن نتفاخر من أجل مولود ذكر لا أنثى
رغيف الخبز نأكله مغمسا بالدماء ولا أشقى
جياع، حبل الموت لفّ رقابهم، الكبير والأدنى
مصيرنا بيد قاتل محترف لا يهمّه من أنت
فلا حقّ لك في منظوره أن تتطلع للأعلى
طلقة تكفي ليزهق روحا حرّم قتلها المولى
بأيّ علم ستتصدون له والكلّ ينعم بالمقهى
أضاعتكم كؤوسكم وظللتم سبيلكم كسكرى
لا علم لكم أسفا وكنتم للعلم مثالا وقـدوة
هلاّ نعيد مجد أمّة هابها الكلّ فمن الأحرى
هل نحن خير أمّة أخرجت للناس يا للقهرة
فلو تمسكنا بكتاب الله أليس العروة الوثقى
لكنا كحزمة الحطب لا يشقّنا عدّو لأننا إخوة
