صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد الرحمان العيادي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هل تعرفون جنود الخفاء؟ هذا واحد منهم عاش وناضل وخدم بلاده في خفاء دون أن يعلن عن نفسه أو يمد يده يطلب مكافأة…

هذا الإنسان ولد في صفاقس يوم 22 فيفري 1917 فسماه أبوه (عبد الرحمان ) وبذلك انضم إلى عائلة (العيادي) وصار يدعى (عبد الرحمان العيادي) بلغ سن الدراسة فأخذ طريقه إلى المدرسة..

العيادي في المدرسة

وفي المدرسة قضى سنوات توجت بنجاحه وفوزه بالشهادة الابتدائية التي عرف بها الثقافة الفرنسية وسياسة الحماية والسلطة الفرنسية بتونس فوجد فيها الظلم، وقرر أن يناضل ضد الظلم مع الجماعة… والجماعة وجدها في الحزب الحر الدستوري التونسي..

في الشعبة

صاحبنا من منطقة سيدي عباس والحزب قرر بعث شعبة في سيدي عباس ترشح للشعبة، واختار أن يكون فيها عضوا لا رئيسا ولا كاتبها العام…
قرر أن يناضل في ظلها ولكن في خفاء في الخلية السرية للمقاومة تحت قيادة أحمد بن عياد يؤدي فيها دوره يوزع المناشير التي تدعو إلى مقاومة سلطة الحماية…
يربط الصلة بين المناضلين…

حماية المناضلين

لأنه من جنود الخفاء استطاع أن يستقبل المناضلين الذين تطاردهم السلطة الفرنسية فيُخفيهم ويوفر لهم الأمان، ولأنه من جنود الخفاء فقد استطاع أن يستقبل المناضل عامر بسباس أصيل المنستير الذي حُكم عليه المستعمر بالإعدام، وكان يطارده…
عبد الرحمان العيادي أخفاه ووفر له الأمن والأمان في مؤتمرات الحزب شارك
في مؤتمر صفاقس المشهور سنة 1955كان حاضرا وكان بيته مفتوحا لضيوف المؤتمر وزوجته (آسيا التريكي ) ترحب بهم…

ناضل بعد الاستقلال

في عهد الاستقلال رأى أن يخرج من الخفاء حتى يؤدي دوره في بناء الدولة والوطن لذلك ترشح لشعبة سيدي عباس وتولى فيها الرئاسة، وبالرئاسة جمع شباب المنطقة ودفعهم ليبعثوا في المنطقة نشاطا ثقافيا ورياضيا، وتقدم عبد الرحمان يساهم في بناء ما تحتاج إليه المنطقة فبنى في المدرسة قاعة للتعليم…

دكان بيع التبغ

فتح في منطقة (شط القراقنة) دكانا يبيع فيه التبغ فربط بذلك الصلة بأهالي قرقنة وكانت له صداقة مع الزعيم النقابي الحبيب عاشور، في أسرته عاش مناضلا خارج بيته وعاش مناضلا مربيا مع زوجته في بيته.. لذلك لما أنجبا البنات والبنين نجحت البنات والبنون فـ صفية دخلت المعاهد أستاذة فيزياء أما سيدة فكانت في البيت سيدة ولطفي أخذ مكانه في الديوانة وعلي أدى دوره طبيبا وسليم مشى في رياح صفاقس فكان رجل أعمال…

النهاية

لما جاء أجل عبد الرحمان العيادي ودع دنياه وودعته أسرته أولاده وأحفاده وودعه أحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى