كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم الصفاقسي الصوفي قبل الحديث عنه أشير إلى الطرق الصوفية التي ظهرت في صفاقس…فقد ذكرها الأستاذ علي الحشيشة في كتابه (السماع عند الصوفية)، وهي العيساوية، والسلامية، والعامرية، والقادريةً، والمدنية…
الفقراء إلى الله…
وكل طريقة لها طرق في الذكر والمدائح…وكل طريقة لها أتباعها يسمون (الفقراء) وهم يعنون بذلك (الفقراء إلى الله…الطريقة المدنية دخلت صفاقس عن طريق شيخها في قصيبة المديوني (محمد المدني)…
وقد ألــّف أذكارا وقصائد ينشدها أتباعه…وأتباعه في أغلب المدن التونسية…رويت وعلمت أن من أتباعه في صفاقس الشيخ العدل عبد السلام طاجينةً، وعبد السلام الشعبوني، وأخوه الصادق الشعبوني، وقد استقال الأخيران من هذه الطريقة لأسباب…
من العباد الصادقين
الشيخ حسين عبد الهادي، تحدّث عنه الشيخ محمد منور المدني في مذكراته، فذكر أنه كان من العباد الصادقين، حافظا للقرآن، راويا للأحاديث النبوية، والقصائد المدحية في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم…
رأيته مع أتباعه وأعضاء فرقته يلتقون في جامع سيدي عبد العزيز بصفاقس، فكانت على وجهه مسحةً من نور..كانوا ينشدون، وكانوا يذكرون بكلمة (إه)، ولما سألت بعض المدنيين عنها وعن معناها قيل لي…إنها اسم من أسماء الله…وقد أنكر العلماء أن تكون اسما من أسماء الله، وحرمت دار الفتوى بمصر ذكرها والتعبد بها…
منخرط في مجتمعه
الشيخ حسين عبد الهادي مدني صوفي لكنه رجل منخرط في مجتمعه بعمله ينفق على نفسه وعائلته من كسبه وعرقه، فقد كان نجارا….وكان كريما مضيافا فهو في بيته يستقبل شيخ الطريقة محمد المدني عندما يزور صفاقس ويستضيف قاصدينه…
في حلقته عرفت بعض أتباعه فعرفت فيهم التاجر، والحذاء ولذلك قدرتهم وقدرت اعتمادهم على أنفسهم…واليوم استوقفتكم مع شيخ الطريقة بصفاقس في الأربعينات المرحوم حسين عبد الهادي…ولكم أن تضيفوا وتعلقوا بما يفيد لنزداد به معرفة وفهما، وأنا أحب أن أفهم؟
