محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: محمد بن الحاج امحمد السلامي

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم وُلد بصفاقس في سنة 1921 وتوفي سنة 2011، هذا العلم لما بلغ سن الدراسة دخل المدرسة ليتعلم ويتمكن من المعرفة، لكن لما توفي والده التاجر طلب منه أخوه من أبيه المناضل الحاج أحمد السلامي أن يتخلى عن الدراسة ويتولى إدارة تجارة أبيه فامتثل وتولى تجارة بيع الأقمشة في دكان قرب سوق الفرياني…
هذا العلم ولأن أسرته عُرفت بنضالها ونشاطها الحزبي فقد انخرط في حزب بورقيبة وكان بنشاطه في الأسواق ممثلا للحزب متعاونا مع الزعيم الهادي شاكر، كان يمد يده بالمال وهو الذي يشجّع تجار صفاقس في المدينة على الإضراب، ويتقدم المتظاهرين في المظاهرات ويجمع الاشتراكات الحزبية ويستعين بربيبته صوفية السلامي وباسمها وعنوانها كانت تأتي رسائل التعاون النضالي بين المناضلين التونسيين في فرنسا والمناضلين الحزبيين في صفاقس..
قاوم الاستعمار
ولما قامت السلطة الفرنسية بصفاقس بحملة تفتيش عن الأوراق الحزبية وكانت في دار صاحبنا محمد السلامي قرر تهريب هذه الأوراق بأن وضعها في حزام لبسته زوجته وخرجت به من المدينة دون تفتيش، فقد كانت السلط الفرنسية لا تُفتش النساء..
كما كان يفتح داره للاجتماعات الحزبية السرية وهكذا تواصل دور نضال المواطن الوطني الصادق محمد بن الحاج امحمد السلامي إلى أن استقلت تونس..
ناضلت لوجه الله
لما استقلت تونس وقررت السلطة التونسية في عهد بورقيبة مكافأة من ناضلوا وتعرضوا للاضطهاد فتمتع بعضهم برخص متنوعة كسبوا منها الخير الكثير نُودي على محمد السلامي وسألوه ماذا تريد؟
أجاب وقال ناضلت لوجه الله ومن أجل تحرير تونس دون أن أطلب مكافأة، كان يُدعى (عمي السلامي) تزوج السيدة المناضلة سنية بنت التاجر الحاج أحمد السلامي شقيقة المرحوم الشيخ المرحوم محمد المختار السلامي مفتي تونس سابقا فأنجبا ذرية طيبة وهم رؤوف أستاذ جامعي، زهير طبيب، أحمد طبيب، محمد رضا أستاذ جامعي بكلية المنستير ومؤسس مشروع صنع الأدوية وأنجبا من البنات دلال ونصاف وآمال…
ودع الدنيا
وبعد أن قضى سنوات من عمره مناضلا من أجل استقلال تونس ومناضلا من أجل بناء تونس المستقلة جاء أجله فودع دنياه وودعته أسرته وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا سيذكُره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟