صالون الصريح

عيسى البكوش يكتب: حدّاد بوعلاڨ (1945-2024) كما عرفته

bakouche
كتب: عيسى البكوش

حدّاد بوعلاڨ رجل المسرح الذي غادرنا يوم السبت 13 جانفي 2024 إلى عالم أفضل هو واحد من رفاقي في قرية أريانة حيث نشأنا وترعرعنا في أحضانها..

سنوات الطفولة

ولقد انتمينا في سنين طفولتنا إلى المدرسة العربية الفرنسية بنهج سيدي الجبالي وتتلمذنا على صفوة من رجال التربية، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من متّعه المولى بلذّة العمر وأعني به القائد محمد التريكي.
والجدير بالذكر أنّ علما آخر زاول تعليمه بين جدران هاته المدرسة التي كانت على مرمى وردة من مسكنه في نهج غرس بوليلة وأعني به الفاضل الجعايبي.

تنظيمات شبابية

لقد انضمّ الحداد مثل العديد من أترابنا إلى التنظيمات الشبابية النظامية منها والعفوية والتي كان مستقرها دار الشعب، هذا الفضاء الذي بعثه الرئيس الأوّل لبلدية أريانة بعد الاستقلال المرحوم مصطفى الحجيج وهو الذي اختار له ذلك الاسم، ولقد أشاد الرئيس بورقيبة بهذا الصنيع في إحدى خطبه بعد أن اطلع على حضيرة أشغاله.
ومن بين تلك التنظيمات الكشافة والشبيبة الدستورية وجمعية أريانة الرياضية.
و بالموازاة لذلك فقد انبعثت حركة مسرحية في ذلك الفضاء بإشراف المرحوم صالح المهدي الممثل (شقيق أمّي تراكي) ثمّ من بعده أتى دور المرحوم الحبيب بالحارث.

كان موهوبا

وبما أنّ الحدّاد كان موهوبا وقد بدت عليه ملامح تلك الموهبة فلقد ارتأى ـ وكنت له من الناصحين ـ أن يلتحق بمدرسة التمثيل العربي وكان يديرها آنذاك الفنان القدير محمد عبد العزيز العقربي، ولقد تأثر صاحبنا بتلك الشخصية الفذّة حتى صار يقلده بامتياز.

ثمّ من بعد ذلك شقّ طريقه نحو النجوميّة فصال وجال في ربوع الفن الرابع وحتى السابع.
ولعلّ المشاهدين والمستمعين يتذكرون أدواره في كمّ هائل من المسلسلات والروايات في التلفزة العمومية والإذاعة الوطنية وكان قد انتمى إلى فرقتها التمثيلية. ولعلّ المولعين بالمسرح التاريخي يتذكرون دوره المتميّز في رواية يوغرطة من إخراج عبد المجيد الأكحل.

حارس ماهر

كما أننا في أريانة لا ولن ننسى أنّ للحداد مهارة أخرى وهي فنّ أعطاه من حركاته وفطنته القدر الكبير. لقد كان يحرس بامتياز مرمى فريق كرة القدم للجمعية الرياضية بأريانة التي تشرّفت برئاستها لسنين عديدة.
رحم الله الرفيق الحدّاد بوعلاق وجازاه الله خيرا عنّا وأسكنه فراديس الجنان ورزقنا وذويه جميل الصبر والسلوان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى