متابعة: الأمين الشابي
أقدمت صاحبة النّص الأصلي لمسرحية ” 4.48 ” سارة كين ” على الانتحار، وذلك بعد كتابتها لمسرحيتها ببضعة أيام، تاركة نصا جاء فيه بالخصوص ” كانت لدي القدرة على البكاء أمّا الآن فقد تجاوزت مرحلة الدموع « …
نعم هذه الفكرة الأصلية لمسرحية 11-14 التي تبرز مدى المزاجية والتقلبات لدي الإنسان حين ينفصل العقل عن القلب ليولد صراع حادّ بينهما.
هذه المسرحية أخرجها معز القديري وكتب نصها كلّ من هيثم المومني وماهر مصدق، وهي مستوحاة من نص المسرحية الأم “لسارة كين”، سينوغرافيا صبري العتروس وبطولة هيثم المومني ومروان ميساوي.
جوائز ثمينة
مسرحية “11-14” طارت أخيرا للأردن، في إطار المهرجان الحر بالعاصمة الأردنية عمان، وحصدت الكثير من الجوائز منها جائزة أفضل ممثل نالها بالتوازي كلّ من هيثم المومني ومروان ميساوي. أحداث المسرحية، ينقلها لنا الممثلان، هيثم المومني ومروان ميساوي، بتقلباتها المزاجية لدى الإنسان خاصة حين ينفصل العقل على مراقبة القلب أو لنقل حين يبالغ العقل في الضغط على القلب، فينجر حينها خليط من التناقض بين هذين الركنين الأساسين في البشر عموما. حيث أبدع الممثلان في تجسيد كلّ هذه التقلبات المزاجية الحادة ليرحلا بنا في رحلة المتضادات بين القوة والضعف والحب والكراهية والسكون والثورة والخمول والهيجان والأمل واليأس وهي رحلة محمّلة بالأحلام والأمراض والحيرة، إطارها المكاني العقل الباطن، ولتكون المزاجية في النهاية مكتئبة بل ومقبلة على الموت بكل صدر رحب.
نجـــاح
المسرحية، بعد نجاحها خارج حدود الوطن، ستقوم بسلسلة من العروض بالعاصمة، وحسب ما صرّح به المخرج معز القديري، كانت أوّل هذه العروض بالعاصمة يوم 16 نوفمبر والبقية تأتي تباعا.
وبالمناسبة نقول بالتوفيق والنجاح لكامل الفريق في هذا العمل المسرحي الجديد، ونتمنى ألاّ تقتصر العروض على تونس العاصمة، فالجهات أيضا في حاجة إلى مثل هذه الأعمال الجادّة والتي تطرح السؤال داخل الذات البشرية وتحرّك فيه كلّ الخمول، بعيدا عن المسرحيات التي لا ” راس ولا ساس “. فقط – ومن باب المزاح لا غير – نرجو من كامل الفريق أن يحافظ على عناصره وأعصابه و ألاّ يكون مصيره كمصير ” سارة كين”.
