الصريح الثقافي

جديد دار الشنفرى للنشر: “هي تقول …وليس طيفها” للشاعر التونسي حاتم حمادي

عن دار الشنفرى للنشر في تونس صدر اليوم الثلاثاء 6 فيفري 2024 الكتاب الشعري البكر للشاعر التونسي “حاتم حمادي” بعنوان “هي تقول…وليس طيفها”، وبغلاف ورسوم داخلية للفنان السوري “رامي شعبو”.

يقع الكتاب في 184صفحة، قياس12/21سم، ومتوفر بثمن 20دينارا تونسيا للنسخة الواحدة في العاصمة التونسية بمكتبة “بوسلامة”- باب بحر، ومكتبة “المعرفة” – ساحة برشلونة، ومكتبة “الكتاب” – شارع الحبيب بورقيبة، وبرفوف دار الشنفرى في معرض مدينة تونس – شارع الحبيب بورقيبة أيضا.

يتضمن الكتاب في إهاب “حوارية شعرية حميمية” 21نصا تتصدرها مقدمة بعنوان “قبل البدء، وتليها خاتمة بعنوان “أهي النهاية أم أمّ البدايات؟”.

بهذا الكتاب يكرس الشاعر “حاتم حمادي” القادم من “تالة” الشاهقة البيضاء ظاهرة تونسية بدأت مع الشاعرين القيروانيين الدكتور “المنصف الوهايبي” وزميله الراحل الدكتور “محمد الغزي”، هي رثاء الزوجات الراحلات.

ورثاء الأهل قليل في الشعر العربي وخاصة رثاء الزوجات فعلى غرار مرثية “جرير” لزوجته التي مطلعها “لولا الحياء لعادني استعبار ولزرْتُ قبركِ والحبيبُ يُزارُ” ، لم يعرف الشعر العربي الكثير، وفي الشعر العربي المعاصر أول ملامح هذه الظاهرة أنه عندما يشرع شاعر “حديث؟” في رثاء أحد أفراد العائلة يعود إلى عمود الشعر ببحوره ورويّه كما فعل شعراء كثيرون بينهم الشاعر الراحل محمد الغزي. بينما زميله الوهايبي التزم في رثاء زوجته “التفعيلة” شكلا إيقاعيا لقصيدته تلك، وقبله فعل نزار قباني ذلك في قصيدة “بلقيس”، لكن شاعرنا “حاتم حمادي” التزم بناء وشكلا إيقاعيا بلا أوزانٍ ولا قوافٍ وقاموسا لغويا اختلف بها عن من سبقه أو جايله من شعراء العربية، وإن كان قد حرص على قاموس ثري وعبارة متينة ريّانة في آن، ناهيك عن سعي ملحوظ إلى التفرّد في الرؤية والرؤيا. وفي أناشيده التي يحفرها على ألواح ذاكرة الآن وغدا وبينما ينفتح الشاعر في تأملاته على الكوني بدءا من الحب والموت..

يغوص “حاتم حمادي” في غياهب بحار الحبر بحثا عن عشبة الخلود الحبرية التي بها ستخلد زوجته وهي تتحول إلى كتاب بين أيدي القراء عبر الأمكنة والأزمنة.

في مقدمته تخاطبُ الزوجة المتحولة بإرادة الحب الخالق إلى كتاب، تخاطب قراءها الذين تحيا بتنفس أوكسجين قراءتهم تلك السطور التي تتكون بها، بانزياحاتها اللغوية وعلى مستوى الصورة وتوالد الأفكار والمعاني، تجعلها مفتوحة على مختلف الدلالات والإيحاءات. تقول في السطور الأولى من المقدمة:” يقول الجاحظُ ” فإنما الشّعر صناعةٌ ” وأنا ولِدتُ مثل جميع الخلق دون أن أختارَ اسمي “هي تقول و ليس طَيفُها “، وُلِدتُ طِفلاَ كَبِيراً فانتزَعتُ حُريتِي من صَانِعِي وهو كذَلك بمُجردِ خرُوجِي الآن إلى العالَمِ، بدوره انتزع حُريتَه مِنِّي، فلم أعُدْ فقط ملكاً له وحدَهُ ولا هو مُلكاً لي وحْدِي بل أصبحنا كذلك ملكاً للقارِئِ، و القارِئُ أصبحَ ملكاً لنَا. وكُلُّ ما وعدتُه بِهِ ووعدني، أن لا نغيّر من جيناتِنا فنحن من صُلبٍ واحدٍ لكن لن نَضمَنَ أبداً لبعضٍ أننَا سنبْقى على نفس الاتجاهاتِ و الأحاسيسِ و الأفكارِ”.

وفي السطور الأولى أيضا من خاتمة الكتاب تقول: ” قد تكون نهايةَ رحلةٍ بالنسبةِ إليكَ و إليَّ، أو لعلها تكون بدايتَها، لستُ أدري أقرأتَني و قرأتُكَ بتؤدةٍ وتأنٍّ وحفِظتنِي و حفظتُك عن ظهرِ قلبٍ، أم لم يُسعفْنَا الوقتُ و تسارُعُ الأحداثِ في حياتِكَ و حياتِي فتصفَّحتَنِي و تصفحتُكَ فقط على عَجَلٍ لنَصِلَ بسرعةٍ و في ثوانٍ الى الصفحةِ الأخيرةِ بعد أن أجّلنَا استنطاقَ بعضنا بعٍضا إلى زمنٍ آخرَ رُبَّمَا يأتي ورُبَّمَا لنْ يأتِي لنكونَ لبَعضِنَا فَقَط مُجردُ رؤوسِ أقلامٍ عابرةٍ قد … قد تتحولُ يوماً إلى عناوينَ كُبرَى “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى