الصريح الثقافي

بنزرت: حين تعود بنا مدرسة الحبيب الحداد إلى الحراك الثقافي المفيد (صور)

مواكبة: الأمين الشابي

الكل اليوم يحدوه الأمل بغد أفضل، لترجع فيه المؤسسة التربوية إلى إشعاعها وحراكها الثقافي الذي لم نعهده منذ الثمانينات… وبالفعل كانت المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد ببنزرت هي المبادرة بعودة هذا الدور والسباقة إليه…

و لتقريب الصورة، نقول وأنّ المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد ببنزرت، كان لها نشاط ثقافي مميّز لتختم به نصف الثلاثي الأول من هذه السنة الدّراسية. وكان هذا النشاط مميزا بالفعل، حيث احتضنت هذه المدرسة الإعدادية، أمس الأول الجمعة الموافق ليوم 25 أكتوبر 2024، نشاطا تعددت فقراته بين ما هو علمي و ثقافي ومسرحي ورياضي و فكري وشعري.
1

القبة الفلكية تحطّ رحالها ببنزرت

النشاط العلمي تمثل في استضافة المدرسة إلى القبّة الفلكية، أين تابع الحضور من أساتذة وإدارة وتلاميذ وإعلام، عرضا علميا مميّزا – صورة وتعليقا – قدمته السيدة نجاح سمارة، وهي مؤطر علمي من قصر العلوم بالمنستير. وقد أبرزت من خلال هذا العرض وبالصورة، فكرة شاملة عن كوكب الشمس، الذي تصل درجة حرارته إلى 15 مليون درجة في العمق، وبين 5 و 6 آلاف درجة من الخارج وله جاذبية تشد حولها 8 كواكب.

كواكــب غازيـــة

أربعة من هذه الكواكب هي غازية، لا يمكن للإنسان العيش عليها. وهي كوكب “المشتري” (وهو أكبر كوكب في المجموعة الشمسية) وهو كوكب غازي وله أكثر من 80 قمرا يدور حوله. وثاني هذه الكواكب الغازية هو كوكب “زحل”، وله 12 حلقة أو غلاف تلفه بين ما هو غازي وغباري وترابي. وثالثها، هو كوكب “إيراميس” وهو أبعد الكواكب عن كوكب الشمس. وآخر هذه المجموعة الأولى الغازية هو كوكب “نامتي”.

كواكــب ترابيــة

في حين وأنّ الكواكب الـ 4 الباقية هي كواكب ترابية، مقارنة مع المجموعة الأولى الغازية. وهي كوكب “عطارد” وهو أقرب كوكب للشمس ومن خاصياته وأنّ درجة الحرارة فيه تصل 480 درجة في النهار و 180 درجة تحت الصفر في الليل، باعتبار أنّه لا غلاف جوّي يحميه. الكوكب الثاني هو كوكب “الزهرة” بدرجة 480 درجة من الحرارة أيضا وكلّه براكين وانفجارات، وبالتالي لا يمكن العيش فيه. وثالث هذه الكواكب الترابية هو كوكب ” الأرض” التي تتكون من نسبة 71 بالمئة من الماء (بحارا وأودية وغيرها) و 29 بالمئة من اليابسة. وله غلاف جوّي يحميه.

‘الروبو’ الذي صعد على سطح المريخ

أمّا رابع هذه الكواكب الترابية فهو كوكل “المريخ” والسؤال هنا هل وطئت رجل الإنسان هذا الكوكب؟ وهل هناك إمكانية للعيش فيه؟ للإجابة على هذا السؤال تمّ إرسال العديد من “الروبوهات” فتكسّر جلّها إلاّ ” روبوت” وهو ما يعرف بـاسم Curiosity الذي أرسل للمريخ سنة 2011 ووصل إلى المريخ بعد 8 أشهر ونصف.
ومن خاصيته وأنّه كان يزن 877 كلغ – باعتبار عدم وجود جاذبية في الفضاء، وله 6 عجلات حديدية ويحمل أكثر من آلة تصوير والأهم أنّه كان مجهزا بمخبر. وعليه تمّ تحليل التربة الموجودة هنالك واتضح وأنّها غنّية بالحديد ولكن بعد تحليها اتّضح وأنّ هذا الحديد الذي بها ان كثير الصدأ وهو ما يعني إمّا وجود الأكسيجين أو الماء على هذا الكوكب.
وبعد التحليل في هذا الجانب اتضح وجود 96 بالمئة من أكسيجين الكاربون والباقي من الماء.. إلاّ أنّه بعد تحليل الماء، اتضح فقط وجود آثار بحار ومحيطات ولكنها قد جفّت. وقد أرجعت التحاليل ذلك إلى وجود 65 درجة تحت الصفر من البرودة وهو ما كان وراء تجمد هذه المياه وتبخرها.
2

وحضر الإبداع العلمي والفكري للتلاميذ أيضا

وفي المجال العلمي حضرت مواهب وابداعات التلاميذ في مجالات ” الروبوتيك” و ذلك بتأطير من الأستاذة نجاح شوشان، حيث أبدع التلاميذ في تقديم العديد من ” الروبوتات” المتحركة عبر شحنات كهربائية شدّت انتباه الجميع وصفّق لها الحضور كثيرا تشجيعا لهذه المواهب العلمية الصاعدة. إلى جانب ألعاب فكرية ورياضية سواء في مجال الشطرنج أو في رياضة ” كيمبو” حيث أتحفت التلميذة مرام الغطاس، الحضور بحركات رياضية في ‘طار هذا النوع من الرياضات الدفاعية. مع الملاحظة وأنّ هذه التلميذة متحصلة على العديد من الميداليات منها الوطنية والدولية في هذا المجال الرياضي.

رسالة التلاميذ لهجر الهواتف المحمولة

خلال نفس النشاط، تمّ تقديم العديد من الأنشطة منها ما هي مسرحية من خلال عرض بعنوان ” الرسالة” وهي دعوة للمطالعة والابتعاد عن الاستعمال المشط للهواتف الجوالة لما لها من تأثير سلبي في إضاعة وقت التلميذ خاصة. كما تمّ تقديم عرض ثان حول إدانة العنف بكل أشكاله في داخل أو خارج المؤسسات التربوية كان موضوعه حول محاكاة الشخصيات التي تركت بصمة في الحياة الإنسانية على غرار ابن خلدون و باستور بعيدا عن محاكاة ” Tik Tok ” و غيرها .

وللشعر والموسيقى نصيب

هذه التظاهرة الثقافية، كانت أيضا مراوحة بين العديد من الأنشطة، منها الموسيقى، حيث تغنّت مجموعة من التلاميذ بقصيدة للشاعر أبو القاسم الشابي ” أنشودة الحياة ” مع مرافقة موسيقية. ومنها الشعري، حيث نختار للشاعر رشيد العرفاوي هذه الأبيات من قصيدته ” أنا لو تعلمين أنّي / أنا الغيث الخصيب / بشهر آذار / إذ نزل / تخضّر أحواض النعناع بعينك / وتصبح شفتاك فراشتين / وتبسق أناملك أشجار تين ولوز ورمّان.
في حين قدّم الشاعر الأمين الشابي قصيدة وممّا جاء فيها ” فلسطيني أنا وأفتخر / مقدسي أنا وأفتخر / غزّاوي أنا وأفتخر / أنا من الضفّة ولا أقهر / من داخل الخط الأخضر / ومن الشتات أمضي / وعلى نصرة أهلي لن أتأخر / أنا الفلسطيني الذي نحت اسمه / بين الأمم / أنا من ولد بين فوهة المدافع / وبين الحمم / أنا من قارع الظلم والظلام / بالحرب والسلم / أنا شبل، سلاحه حجر وقلم / أنا بشموخ القمم.

دعوة إلى كل المؤسسات التربوية

بكل لطف أدعو كلّ المشرفين على المؤسسات التربوية إلى النسج على منوال المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد ببنزرت، والعودة بالتالي إلى مثل هذا النشاط المدرسي الثقافي والرياضي والفكري والأدبي، لما فيه من فائدة تعود على جميع الأطراف وخاصة على التلميذ الذي تتربص به العديد من التيارات السلبية ومؤثراتها.
ولم لا العودة إلى ” النشاط في إطار النوادي المدرسية” من نوادي مسرحية وأدبية وعلمية وغيرها…والأكيد وأنّ من أسباب هذه العودة لمثل هذه الأنشطة بمدرسة الحبيب الحداد أستاذة آمنوا بقيمة النشاط الثقافي في حياة التلميذ وهنا نذكر الأساتذة سعاد المرنيصي وسمية الأسود ونجاح شوشان، اللواتي كن وراء كل هذا النشاط.
ودون أن ننسى انفتاح إدارة المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد وعلى رأسها المديرة ليلى بني عمر العكايشي ومندوبية التربية ببنزرت الذي مثّلها في هذه التظاهرة محمد على كرموس نيابة عن المندوب الجهوي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى