صالون الصريح

ابي معلم: عاش معلّما وانتهى معلّما لم اسمعه يلحن…

Mohamed Salah Mjaied
كتب: محمد صالح مجيد

لي أب جميل اسمه “حسن” أريد أن أترحّم عليه..كان رجل تعليم جادّا في عمله حدّ الصرامة…كنتُ أهابه صغيرا وأدركت مع الكبر أن صرامته اخفت رجلا مرهف الحسّ عاطفيّا كلّ همّه أن ينجح أبناؤه..

لم يطلب في حياته شيئا من ابنائه ولم يبحث عن ردّ الجميل..عاش حياته عزيز النفس حريصا على أناقته وعلى ممارسة طقوسه في قراءة الجريدة والمحافظة على القيلولة والاستيقاظ باكرا…

يحبّ النكتة

واكتشفت بعد ان شاب رأسي أنّه يحبّ النكتة، رغم جدّيته الظاهرة، ويرويها مع أصدقائه المربين…وله طرائف مع اطرف مربّ في القرية إمام جامع قابس الكبير المرحوم “علي بوشريكة” مازال بعض رجال التعليم يردّدونها مظهرين الحسرة على ذلك الزمن الجميل…تذكرت ابي بعد ان مرّ عيد الأب في صمت مقارنة بعيد الأم رغم اني ابن امي ولم اشف بعد من جحيم غيابها…

كيف أروي سيرته؟

يحتاج حسن بن محمد الصالح مجيد مني إلى أن أروي سيرته وحكاياته وان اسرّد مروره في القرية…كيف فكّر قرويّ زيتوني أن يرسل كل أبنائه إلى فرنسا للدراسة!!!
كيف قاوم وصمد وتحدّى وقهر فقره لينجح ..أرى في ما قام به كلّ النجاح ..وكلما رددت أمامه اني الوحيد من أبنائه الذي أرسله إل كلية المجانين بمنوبة صمت وأحيانا كان يخفي ما يشبه الابتسامة الغامضة ….
رحم الله حسن بن محمد صالح مجيّد عاش معلّما وانتهى معلّما لم اسمعه يلحن…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى