نقشة: ارحموا عزيز قوم ذل …

كتب صالح الحاجّة
اتذكر وانا ندبي على الحصير كنت في العطلة الصيفية التهم الكتب التهاما …
وكانت القيلولة اسعد اوقاتي لانني ابدا في قراءة كتاب عند منتصف النهار ولا تاتي السادسة الا واكون قد اتيت عليه ..
من ذلك مثلا جلست ذات عشية وشرعت في قراءة ” مرءاة الاسلام ” ولم اتركه الا وقد بلغت سطره الاخير .
مااعذب اسلوب طه حسين …وماروع ذلك الكتاب ..
اما في الليل ورغم الضوء الخافت..ورغم شح فانوس الكهرباء الذي كنت استاجره من جارنا عم عبد الله “ربي يرحمو”فانني لا انام الا بعد ان يسقط الكتاب من يدي …
كل الفصول كانت تحلو فيها القراءة ..اما في فصل الصيف فان القراءة تصبح هي الحياة والسعادة والفرح ..
لا بحر لي في الصيف الا بحر الحبر والكلمات ..
وانا اليوم عندما اقارن عطلتي الصيفية بعطلة اولادي واحفادي اشعر بالغربة …وادرك طول وعمق المسافة التي تفصلني عنهم ..
انا اليوم غريب في دنيا غريبة ..
وكم اتالم عندما ارى الكتاب وهو الصديق والنعمة والجمال ونبع الحياة يتعرض الى اللامبالاة ..والاقصاء …والاهمال …وحتى الى السخرية احيانا…
الكتاب …عزيز قوم ذل …
ولو صرخت في قومي : ارحموا عزيز قوم ذل …لضاعت صرختي …ولقيل لي : ارجع بسرعة الى المتحف الذي هربت منه …ولاضافوا بقولهم الوقح : برة ارقد في تبنك ..والزم حدك …