عالمية

على خطى كوريا الشمالية..إيران سترّد على الضربة الأمريكية بـ ‘نووي تحت الأرض’!

الرئيس الأميركي دونالد ترامب يراهن على أن الولايات المتحدة قادرة على صد أي رد من طهران، وأنها قضت على فرص النظام الإيراني في إعادة بناء برنامجه النووي.

ورد ذلك في مقال كتبه ديفيد سانغر ونشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

يستهل الكاتب مقاله بأن الولايات المتحدة اعتمدت فقط، خلال العقدين الماضيين، على العقوبات والتخريب والهجمات السيبرانية والمفاوضات الدبلوماسية في محاولة لإبطاء المسيرة الطويلة لإيران نحو امتلاك سلاح نووي.

مغامرة ترامب المجهولة

لكن بعد منتصف ليلة السبت بقليل، يقول سانغر، أطلق ترامب العنان للقوة العسكرية، التي طالما تجنب أسلافه الأربعة استخدامها، خشية أن يجرّ ذلك أمريكا إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وبعد أيام من تصريحاته بأنه لا يستطيع المجازفة بترك الملالي والجنرالات الذين نجوا من الضربات الإسرائيلية يمضون قُدُما نحو تصنيع قنبلة نووية، أمر ترامب أسطولا من قاذفات (بي 2) بإسقاط أقوى القنابل التقليدية على أهم مواقع المنشآت النووية الإيرانية.

ويصف الكاتب هجوم ترامب على البنية التحتية النووية لإيران بأنه أكبر رهان، وربما الأخطر، في ولايته الثانية.

فهو يراهن على قدرة الولايات المتحدة على صد أي هجوم إيراني يستهدف أكثر من 40 ألف جندي أمريكي موزعين على قواعد عسكرية في المنطقة، جميعها في مرمى الصواريخ الإيرانية.

ويراهن أيضا على أن بإمكانه ردع إيران، التي أصبحت منهكة إلى حد كبير، على حد قوله.

تهديد إيراني بالانسحاب

لكن الأهم من ذلك كله، أنه يراهن على أنه دمّر قدرة إيران على إعادة بناء برنامجها النووي مستقبلا. وهو هدف طموح للغاية، إذ أوضحت إيران أنها في حال تعرّضها لهجوم ستنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وستنقل برنامجها بالكامل إلى العمل السري تحت الأرض.

وتسوّق الإدارة الأميركية موقفها على أنه ضربة استباقية، تهدف إلى القضاء على التهديد، لا على النظام الإيراني نفسه.

لكن ليس من الواضح ما إذا كانت طهران ستنظر إلى الأمور بهذه الطريقة.

لحظة نادرة

الآن، وبعد أن أعاق ترامب قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم، يأمل في استغلال لحظة الضعف النادرة، تلك التي سمحت للقاذفات الأميركية بالدخول والخروج من الأجواء الإيرانية دون مقاومة تُذكر.

وإذا عجزت إيران عن الرد، أو إذا ضعفت قبضة المرشد على الحكم، أو قررت البلاد التخلي عن طموحاتها النووية، فإن ترامب سيزعم دون شك أنه الوحيد الذي امتلك الجرأة لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق هدف اعتبره أسلافه مخاطرة كبرى.

على خطى كوريا الشمالية

لكن هناك احتمال آخر: أن تتعافى إيران تدريجيا، ويأخذ علماؤها النوويون الناجون مهاراتهم إلى تحت الأرض، وتبدأ مسيرة شبيهة بمسيرة كوريا الشمالية، وتطور سريعا سلاحا نوويا قويا تحت أعماق الأرض وفي مختبرات سرية تحت الجبال..

فبحسب بعض التقديرات الاستخباراتية، تمتلك كوريا الشمالية اليوم أكثر من 60 سلاحا نوويا، مما يجعلها قوة لا يُجرؤ على مهاجمتها.

وقد تستنتج إيران أن هذا هو الطريق الوحيد لردع القوى الكبرى المعادية، ولمنع الولايات المتحدة وإسرائيل من تنفيذ عملية كالتي أضاءت سماء إيران فجر الأحد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى