جهات

هنا تطاوين: ندوة توعوية تحسيسية للتصدي لآفة المخدرات

في إطار المبادرة الوطنيّة التشاركيّة للوقاية من مخاطر المخدّرات وتكريساً للخيارات الوطنية انتظمت مساء أمس بفضاء المركب الشبابي بتطاوين،ندوة توعوية لتحسيس للأطفال والأولياء بمخاطر المخدرات،وانعكاساتها السلبية على الأفراد والأسر والمجتمع.

مشاركة كبير

وقد شهدت الندوة مشاركة عدد كبير من الأطفال مرفقين بأوليائهم، في لقاء مفتوح كُسرت خلاله حواجز الصمت، وشُجّع المشاركون على الحديث بحرية عن قضايا الصحة النفسية والعقلية والجسدية.
وتأتي هذه الندوة في إطار الخطة الوطنية الشاملة التي أطلقتها الوزارة مؤخرا للتصدي لظاهرة المخدرات،من خلال مقاربة وقائية وتوعوية تستهدف مختلف الفئات.

حاجة ملّحة

وفي هذا السياق،صرح المندوب الجهوي للمرأة والأسرة وكبار السن الأستاذ محسن الرحال لمندوب الصريح بتطاوين، بأن تنظيم هذه الورشة يندرج في إطار الاستجابة لحاجة ملحة لفتح نقاش صريح مع الأطفال حول أهمية التوقي من المخاطر التي تهددهم، وفي مقدمتها المخدرات.
وقال الرحال “لا بدّ أن نكسر حاجز الصمت،وأن نخاطب أطفالنا بلغة واضحة وصادقة عن صحتهم النفسية والجسدية،وعن التهديدات التي قد تعترض طريقهم بسبب المخدرات،بما يسهم في وقايتهم وبناء شخصياتهم على أسس متينة.
وأشار إلى أن تونس، التي كانت سابقا مجرد منطقة عبور للمخدرات،أصبحت اليوم مع الأسف منطقة استهلاك،وهو ما يفرض مضاعفة الجهود لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة.
وأضاف أن جميع الدراسات تؤكد تسلل ظاهرة استهلاك المخدرات إلى محيط المؤسسات التربوية والأسر والمجتمع،مشددا على أن هذه المشكلة لم تعد مقتصرة على فئات اجتماعية معينة،بل أصبحت تمس مختلف الشرائح دون استثناء.

تعددت الأسباب

وأوضح الرحال أن العوامل المؤدية إلى هذه الظاهرة متعددة من بينها العنف الأسري،والتفكك العائلي والضغط النفسي،والفقر، والبطالة،والتسرب المدرسي،مما يوفر بيئة خصبة لانزلاق الأطفال والمراهقين نحو الإدمان.
ويأتي تنظيم هذه الورشة في سياق مبادرة وطنية للوقاية من مخاطر المخدرات أطلقتها وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن منذ أيام،وتهدف إلى تكثيف الجهود الإعلامية والتوعوية من خلال بث ومضات تحسيسية عبر وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وفي الإطار ذاته، شرعت الوزارة في تنظيم قوافل وطنية توعوية تحت شعار “قول لا للمخدرات”، سعيا إلى نشر الرسائل التوعوية في مختلف جهات البلاد،لاسيما بالمناطق التي تعاني هشاشة اجتماعية وضعفا في البنية التحتية التربوية والثقافية.

تحذير من التأثيرات

من جانبه، حذر مندوب الطفولة خلال مداخلته بالورشة من خطورة تأثير المخدرات على الصحة النفسية والجسدية للأطفال والمراهقين،معتبرا أن هذه المواد السامة تمثل تهديدا مباشرا لنموهم المتوازن.
وأبرز أن الإدمان يخلق حالة من العزلة الاجتماعية والاضطراب السلوكي،وقد يقود إلى الانخراط في مسارات خطيرة مثل العنف والجريمة،مشددا على أهمية التدخل المبكر وتعزيز التربية النفسية في المؤسسات التربوية،كوسيلة أساسية للوقاية.
وكشفت العديد من الدراسات أن سهولة الوصول إلى المواد المخدرة والمؤثرات العقلية تمثل تهديدًا حقيقيا لهذه الفئة العمرية( تلاميذ في عمر الزهور تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاما) مما يحتم على جميع المتدخلين مضاعفة الجهود لمجابهة هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة.
كما تمّ التطرّق للاستراتيجية الوطنية للشباب في أفق 2035 وما احتوته من محاور حول تحقيق الرفاه الاجتماعي وترسيخ أنماط العيش السليم للشباب،إضافة إلى محور وقاية وحماية الشباب من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر وبعث فضاءات للحوار والتوعية والتحسيس بدور وأهمية المؤسسات الشبابية والمؤسسات التربوية في تأطير الشباب واحتوائه من مخاطر المخدرات
من جانبنا نؤكد على ضرورة تكثيف الحملات التوعوية والتحسيسية بمخاطر استهلاك المواد المخدّرة وتنوّع في اختصاصات المساهمين والمتدخلين وتناول المقاربات السوسيولوجية والنفسية والاقتصادية لمتعاطي المخدرات ومناقشة الجوانب التشريعية وطرح سبل العلاج مع التأكيد على دور الدولة والمجتمع المدني ومؤسسات الضمان الاجتماعي والهياكل الصحية في القضاء على هذه الآفة،وذلك ضمن تكثيف الجهود الوطنيّة للوقاية من الظواهر والسلوكيّات المجتمعيّة المحفوفة بالمخاطر.

متابعة: محمد المحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى