محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع الحبيب العروسي

كتب: محمد الحبيب السلامي
هذا العلم الصفاقسي الحبيب العروسي ولد بصفاقس في حي الربض يوم 6 جويلية 1928..هذا العلم خرج من بيت والديه وهو في السادسة من عمره ودخل المدارس القرآنية فتعلم الكتابة والقراءة، وأخذ يبحث عن طريق من طرق الحياة يستفيد منه ويقضي فيه وقت فراغه..
دخل التمثيل
هذا العلم هذا الحبيب العروسي وجد دنيا التمثيل بابها مفتوح لمن يدخل فدخل..
دخل صاحبنا دنيا التمثيل وعمره ثمانية عشر عاما دخل جمعية التقدم المسرحي التي كان يرأسها محمد التونسي، ويشرف على فرقة التمثيل فيها الممثل الكاتب المسرحي عامر التونسي، طلب أن يُمثل فقوبل مطلبه بالموافقة والتشجيع، ووجد في الجمعية الممثل يوسف الشريف فاطمأن إليه وصاحبه في حله وترحاله وتوجيهه..
هذا العلم وجد التمثيل في جمعية مسرحية ثقافية تعطي فنا وثقافة ولا تعطي خبزا وهو ليعيش عليه أن يبحث عن الخبز..
هذا العلم بحث فوجد الشركة الجهوية للنقل تبحث عن عمال قدم نفسه فقبل يبيع التذاكر في الحافلة في غدوها ورواحها وفي نهاية الشهر يتقاضى أجره به يشتري خبزه..
كوّن جمعية مسرحية
هذا العلم وجد حوله في الشركة شبانا متفتحين جمعهم كوّن منهم جمعية مسرحية من بين أعضائها محمد بن نوةً ومصطفى الجمل، وجد التشجيع من إدارة الشركة فواصل نشاطه فيها مرتاحا..
هذا العلم الذي أحب التمثيل وصل إليه خبر تأسيس الفرقة القارة للتمثيل المسرحي بصفاقس والتابعة لوزارة الثقافة فقدم نفسه امتحن واختبر فنجح في الامتحان ورضي به مدير الفرقة الممثل المسرحي الكبير (جميل الجودي(، وأسند إليه بعض الأدوار..
دخل النفوس والبيوت
هذا العلم واكبه الحظ في الفرقة القارة للتمثيل بصفاقس لقد اختارت مسرحية كبرى عنوانها (رابح زميم الحومة) التي ألفها الكاتب المسرحي (علي المكي) وموضوع المسرحية منتزع من الحياة الصفاقسية، ومن أبطالها ممثل متمكن من اللهجة الصفاقسية العريقة..
وصاحبنا الحبيب العروسي صفاقسي اللهجة لذلك اختير لهذا الدور ولما قدمت على المسرح وقدمت في التلفزة استقبلت بالتصفيق والاستحسان.. ودخل الحبيب العروسي النفوس والبيوت واشتهر وبقي في الفرقة مع جميل الجودي ثم مع الممثل المخرج عبد اللطيف بنجدو
هذا العلم صار له اسم في التمثيل فدُعي ليشارك في بعض الأفلام الإيطالية تحت إدارة المخرج (ريفولي)..
هذا العلم دُعي للمشاركة في مسرحيات تقدمها التلفزة الوطنية التونسية، هذا العلم دُعي للمشاركة في المسرحيات وبعض البرامج التي تقدمها إذاعة صفاقس..
هذا العلم شارك في برنامج (دبّر عليّ) في سنوات متواصلة فأحسن الأداء والتبليغ..
ودع الدنيا
هذا العلم الحبيب العروسي كان يُجالس الممثلين ومنهم الممثل البارع منصف الوكيل فلما جاء أجله في السادس من شهر أفريل سنة 2007 لبّى داعي ربه وانتقل من مسرح الدنيا الفانية إلى الدار الباقية مودعا من أسرته وعائلة المسرح ومن صفاقس بالرحمة وحسن الذكر، فبماذا يذكره الأصدقاء وماذا يضيفون له وعنه لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟؟