السجن 215 و160 عاما لزوجين تبنّيا أطفالا سودا وأجبروهم على العمل كعبيد

“رحم الله أرواحكم، فهذه المحكمة لن ترحمكم”.
بهذه الكلمات أصدرت قاضية في محكمة فرجينيا الغربية حكمها بالسجن 215 عامًا على جين كاي، و160 عامًا على زوجها دونالد لانتز. وإذا كنت تفاجأت من قساوة هذه الأحكام، فالجريمة أفظع بكثير: إذ قام الزوجان بتبني خمسة أطفال من ذوي البشرة السوداء وأجبروهم على العمل كـ”عبيد” في مزرعتهم.
وقالت القاضية ماري كلير أكيرز أثناء تلاوة الحكم: “لقد جلبتم هؤلاء الأطفال إلى ولاية فيرجينيا الغربية، التي أعرفها كمكان شبيه بالجنة، ووضعتموهم في جحيم”. ثم أضافت: “والآن حان دوركم، لنضعكما في جحيمكما”.
قام الزوجان، وهما من ذوي البشرة البيضاء، بتبني الأطفال من مأوى للمشردين والقاصرين المعرضين للخطر في ولاية مينيسوتا، ثم نقلاهم إلى ولاية واشنطن في عام 2018، ومن ثم إلى ولاية فيرجينيا الغربية في عام 2023. وتراوحت أعمار الأطفال بين 5 و16 عاما.
وبعد خمسة أشهر من وصولهما إلى فيرجينيا الغربية، تم اعتقال الزوجين بعد أن قام الجيران بالإبلاغ بأنهما يقفلان على الفتاة الكبرى وأخيها الصغير داخل كوخ ويغادران المكان.
وقال مكتب الشرطة في المقاطعة إن الطفلين في الكوخ لم يكن لديهما مياه جارية أو حمام، وكانا “محرومين من الرعاية الصحية والغذاء المناسبين”. وأوضح الأطفال أنهم كانوا ينامون على الأرضية الخرسانية وأنهم كانوا محتجزين داخل الكوخ لمدة حوالي 12 ساعة قبل أن يتم العثور عليهم. وتم العثور على فتاة أخرى داخل المنزل.
ولدى عودة الزوجين إلى المنزل، كان معهما طفل آخر وأقرا أمام الشرطة عن مكان تواجد الطفل الخامس في منزل صديق لهما.
وأفاد الجيران خلال المحاكمة أنهم لم يروا الأطفال يلعبون أبدا، وأنهم شاهدوا لانتز وهو يجبرهم على الوقوف في طابور أو أداء أعمال شاقة في الفناء، بما في ذلك رفع معدات ثقيلة.
كما شهدت الابنة الكبرى أن الأعمال الخارجية كانت تحدث في الغالب في ولاية واشنطن، وأن بعضهم كان مجبرا على استخدام أيديهم للحفر.
ووفقا للشهادات، كان الأطفال يتناولون وجبات من شطائر زبدة الفول السوداني في أوقات محددة، بعضها كان من بقايا وجبات سابقة. وأجبر الأطفال على الوقوف في غرفهم لساعات مع إبقاء أيديهم على رؤوسهم. وكانت الفتاة الكبرى والصبي الأكبر يتشاركان غرفة واحدة، ويجبران على النوم على الأرض، ويستخدمان نفس الدلو لقضاء حاجتهما بينما كان الآخر يمسك بستارة لتوفير الخصوصية من كاميرات المراقبة داخل المنزل.
المصدر: مونت كارلو