صلاح الدين المستاوي يكتب: ‘كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فهو لي وانا اجزي به’

كتب: محمد صلاح الدين المستاوي
في الحديث الشريف وما اكثر الأحاديث الشريفة المبشرة للصائمين بما أعده الله لهم من الاجر والثواب المضاعف جزاء ما يقدمونه من اعمال صالحة سواء الاركان من صلاة وصياما وزكاة وحجا…
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه (كل عمل ابن ادم له الا الصوم فهو لي وانا اجزي به)، وتخصيص الصوم بالنسبة إلى الله قال العلماء ان ذلك يعود الى ان هذه العبادة اي الصوم هي عبادة الملائكة الذين لا ياكلون ولا يشربون وليست لهم غرائز، فهم ينفذون بالطاعات على عكس الانسان فهو جسد وروح ومع ذلك يستجيب لامر ربه ويمتنع عن الاكل والشرب وبقية الشهوات من طلوع الفجر الى غروب الشمس مغالبا نفسه وهواه ومطيعا لربه الذي خلقه وسواه..
بينه وبين ربه
يصوم المسلم ايمانا واحتسابا ويمارس هذه الشعيرة بينه وبين ربه فليس الغالب على الانسان الاكل والشرب في سائر ساعات نهاره ولذلك قد يأكل ويشرب في تخف عن أعين الناس ويتظاهر بالصيام أمامهم، ولا يملكون تكذيبه لأنهم لا يعلمون منه الى ما ظهر وبدأ لهم منه..
اما وهو بصوم امتثالا لامر ربه الذي كتب عليه الصوم فانه يصوم في كل أحواله على مرأى من الناس وبعيدا عنهم بصوم لان الله يراه حيثما كان ويعلم منه ما ظهر وما بطن وخفي ولا سبيل لمغالطة الله.
عبادة سرية
بالصيام على عكس بقية العبادات هو عبادة سرية بين الله وعبده وكلما كان العمل الذي يقوم به العبد سرا بينه وبين مولاه كلما كان الجزاء عليه من الله عظيما وفي الحديث من السبعة الذين يظلهم الله تحت ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله رجل لا تدري شماله ما انفقت بيمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه..
اذن استحقت عبادة الصيام أن ينسبها الله اليه لانها العبادة التي لا يعتريها التظاهر اي الرياء الذي هو مرآة الناس والجري وراء حسن ذكرهم والذي هو من محبطات الاعمال، فالله أغنى الشركاء ولا يقبل من عبده الا العمل الخالص لوجهه مصداقا لقوله جل وعلا (وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) ومدح الله في كتابه المخلصين من عباده فقال (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)..
جزاء من الله
مكافأة من الله لعباده على صيامه وتركه طعامه وشرابه فانه سبحانه وتعالى يجازيه الجزاء الاوفى الذي لا يعلم مقداره الا الله ثم ان كل أعمال العبد يؤخذ منها الا الصوم فانه لا يؤخذ منه.
فالصيام هو عبادة الاخلاص والله لا يقبل من الاعمال الا اصوبها واخلصها…