صالون الصريح

مقامات ‘سيدي رمضان’: العم سعدون والجزّار..

chebbi
يكتبها: الأمين الشابي

كعادته في شهر رمضان، تفقّد العم سعدون جيوبه من الشمال إلى اليمين، وهو يمنّي النفس التواقة إلى أكل شهيّ و “بنين”، بأن يشتري ما طاب ولذّ من الخيرات المنتصبة في السوق على اليسار وعلى اليمين.

ذهب بداية للجزّار وطلب لحما طريّا لضأن غير سمين. ناوله الجزار ما طلب، وكان لطلبه سخي حليم. وبدل الرطل وزن له رطلين.
وحين جاء وقت الدفع والحساب وانقشع عن العيون الضباب. طلب الجزار مالا كثيرا، ما توقعه الحريف في الحين.
فبهت عم سعدون من طلب الجزار وهو يراه مخالفا للدنيا وللدين وهو أيضا لجيبه مهين. فقال مهلا، فسعر اللحم حددته الحكومة بأثمان في متناول الموطن الزوالي المسكين؟
فقال له الجزار هذا ضأن ابن البلد وليس مستوردا يا عم سعدون الفهيم. فاغتاظ، وقال كيف يكون سعر اللحم “التوريست” أرخص من السعر المحلي فهذا مهين؟

وحلف بالأيمان الغليظة بألاّ يدفع إلا ما حددته الحكومة من أسعار، فهي أدرى بحال المواطن المسكين.
فقال له الجزار أنت في سوق الجزارين ولست في سوق الحكومة والمسؤولين. فاذهب إليها لعلّها تبيعك اللحم والزيت والسكر والقهوة والأرز بالأسعار المعلنة بين المواطنين، وأنصحك بأكل لحم الدجاج أما لحم الضأن فهو يتسبب في ذلك المرض اللعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى