الصريح الثقافي

دار الشنفرى تستأنف إصداراتها بـ’غابةٌ ترتدي الثلج’ لأسامة حمري

من مجموعة شعريّة إلى أخرى يحرص الشاعر التونسي “أسامة حمري” على إدهاشنا بتجاوز نفسه باضطراد وهدوء في آن.

هو لا ينافس أحدا من سابقيه أو مُجايليه لكنه يصنع قاربه الخاص الذي يريده متيناً لاعتلاء موج الشعر في هَيَجانه وتأمّل أعماقه حين يهدأ.

أشرق شُهُباً تلمع

هذا ما تشفّ عنه مجموعته الثالثة “غابة ترتدي الثلج” التي صدرت حديثاً عن دار الشنفرى للنشر في تونس. كلّ قصيدة من هذه المجموعة تقدّم نفسها في إهاب إيقاعي يتلألأ بالرؤى والاقتراحات الجمالية اللافتة. هذا الصوت الذي بدأ نحيلا كسهام ضوئية سرعان ما أشرق شُهُباً تلمع وتنطفئ في مجموعته الثانية “اصمت لأراك” لكنه في “غابة ترتدي الثلج” يُعلّق قمراً من المفاتيح السحرية لإضاءة دروب الغابة وإذابة ثلجها عن عشب الروح المزهر.

14 قصيدة

بين ذات الشاعر المترعة حزناً وعالمِه/عالمِنا المُسَرْبَلِ بأسئلة الوجود وقلق الكائنات تتشكل قصائد هذه المجموعة متمردة على النمط ولكن في الوقت نفسه حريصة على بناء جمالها باكتساب مهارات في سياق تجريبيّ حذِر من الوقوع في فوضى جاهلة كما هو حال تسونامي الكتابات التي تنسب نفسها إلى الشعر تَنَطُّعاً. هذا كله يلحظه القارئ في 64 صفحة، قياس 12/21سم، ضمّت أربع عشرة قصيدة في أرخبيل شعري من ثلاث جزر، الأولى بعنوان “الماء المسافر”، والثانية سمّاها “الأشياء تفكّر” والثالثة “موت يخاف أن يموت”.

هذه المجموعة تعتلي الآن رفوف مكتبة “الكتاب” – شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة التونسية ومكتبة “بوسلامة” بباب بحر وسط العاصمة التونسية أيضاً،

ولاحقا تتوافر في مكتبات مدن أخرى فضلا عن رفوف جناح دار الشنفرى بمعرض تونس الدولي للكتاب بالكرم أواخر أفريل القادم وبحضور الشاعر. كما سيكون متوافرا في نظام الـ PDF على منصة clik2read الإلكترونية بوابة دار الشنفرى.

يبقى أن نشير إلى أن الغلاف الجميل من تصميم الفنان السوري “رامي شعبو”، وثمن النسخة الواحدة من المجموعة 11د.ت، وفي المعارض أقلّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى