عالمية

عالم سوري ذهب لمقابلة مسؤول فوجدوه جثة مرمية..

تتفاقم حالة الفلتان الأمني وتتصاعد موجة الانتهاكات الخطيرة التي تضرب منذ أسابيع أبناء الطائفة العلوية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. فقد تعرضت محافظة طرطوس، السبت، لصدمة كبيرة إثر انتشار خبر اغتيال العالم حسان إبراهيم في حادثة هي الأولى من نوعها في دلالتها إلى استهداف الأدمغة وأصحاب الشهادات العليا من أبناء هذه الطائفة.

عالم مغدور

وفي التفاصيل التي حصلت عليها “النهار” من مصادر قريبة من العالم المغدور، أنه كان يعمل في مركز بحوث برزة في ريف دمشق منذ سنوات طوال، ولكنه انقطع عن الدوام على غرار زملائه بعد سقوط النظام. وفي 4 جانفي الماضي اتصلت به إدارة المركز الجديدة وطلبت منه العودة إلى الدوام.

ذهب إلى مقابلة

وبالفعل عاد إبراهيم، الحائز شهادة الدكتوراه في البصريات الالكترونية من جامعة لندن في ثمانينات القرن الماضي، بصحبة زوجته وأولادهما الثلاثة إلى دمشق، وباشر عمله في مركز البحوث والمعهد التابع له، تحت إشراف فريق إداري جديد أرسلته “هيئة تحرير الشام” ويسمى ضمن المركز “مكتب الهيئة”.
وكان إبراهيم وعائلته يقطنان في شقة ملك خاص في منطقة جمرايا في ريف دمشق. واستمر العمل بوتيرة طبيعية على مدى أكثر من أسبوعين.
بعد ذلك تبلّغ العاملون في المركز رسمياً أن عليهم إجراء مقابلات مع “مكتب الهيئة”، وهو ما أثار قلق إبراهيم الذي يتحدر من قرية بريصين في ريف الشيخ بدر في طرطوس، ولكنه استعاد طمأنينته عندما أخبره زملاؤه الذين أجروا المقابلة قبله أنها ذات طابع روتيني ولا داعي للقلق.

انقطع الاتصال

وكان موعد مقابلته الإثنين الماضي، وقبل دخوله إلى “مكتب الهيئة” اتصل بأهله للمرة الأخيرة، ثم دخل ولم يظهر حياً بعدها، وفق ما قال لـ”النهار” أحد العاملين في مركز برزة وهو زميل المغدور.
اتصل أفراد من عائلة إبراهيم بزملائه، وكذلك اتصلوا بمكتب الهيئة للسؤال عنه بعد غيابه وانقطاع الاتصال معه، وكان الجواب أنه إجراء روتيني وسوف يعود قريباً، لكنه لم يعد إلا جثة، إذ انتشرت، السبت، على بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعي صورة جثة ملقاة على جانب طريق معربا في ريف دمشق، وصفت بأنها مجهولة الهوية. وتبين لاحقاً أنها عائدة إلى إبراهيم (مواليد 1966)، وسارع نجله الكبير، وهو طالب طب، إلى المنطقة ليرى جثة والده ممددة فوق التراب وهي مكبلة اليدين بينما اخترق طلق رصاصي جمجمته وأودى بحياته، بحسب مصدر محلي قريب من عائلة المغدور.

بطاقات مرمية..

ووجدت إلى جانب الجثة بعض البطاقات الشخصية العائدة إلى المغدور، وهو ما رسم علامات استفهام بشأن السبب في وصف الجثة بأنها مجهولة الهوية عندما نشرت صورها على مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى