رياضة

من حومة ‘ڤابادجي’ إلى مدير رياضي للمنتخب…زياد الجزيري من يكون؟

القيصر الطائر.. أو اسطورة الكرة التونسية.. والفتى الذهبي الطائر على أجنحة الإبداع.

نعم جنون الكرة مرض تفشى في جسد هذا الفتى القادم من حومة ‘ڨابادجي’ تفور دماء المراهقة الكروية في عروقه صارخة لابد من منقذ يزيح عنا هموم الحياة الكروية وينفض عنا غبار الفشل الذريع للكرة التونسية في تصدر زعامة القارة الافريقية وتحقيق ما عجزت عن انجابه الرحم التونسية..

هو فتى عرف منذ ولادته بأنفته ومبادئه التي لا يحيد عنها كلفه ذلك ما كلفه.. وفي زمن كان فيه عشق المريول وألوان الجمعية طاغيا على فكره وممارسة رياضة كرة القدم هواية تعطي من يمارسها شعورا فريدا من نوعه ونجاحات لا يدركها غيره بعيدا عن المصالح الذاتية والاموال..

ولد طفلا في حومة الرجلة ‘ڨابادجي’ لم يكن ليختار لوحده مصيره غير ان القدر هيأ له الظروف ليدخل عالم الشهرة من اوسع الابواب عندما حمل حقيبته الرياضية متجها نحو حديقة النجم الرياضي الساحلي، لنتأكد بعدها ان الكرة ملك للأحياء الشعبية على طريقة احمد المغيربي عندما تحدث في ذات سنينا خلت على القناة الوطنية بقوله أن الكرة خلقت للزواولة والمرامدية وللذي يترك لحمه في التربة الحرشة’…

مسيرة ناجحة

وها هو هذا الفتى يؤكد لنا صدقية كلام سيد أحمد المغيربي رحمه الله، بعد ان لعب دورا هاما في التعريف اكثر بمنتخبنا الوطني والنجمة الساحلية ورفع رايتهما عالية في المحافل الدولية والتربع على عرشي الكرة الافريقية منتخبا وطنيا ونجما ساحليا.. مسيرة ناجحة لأسطورة من أساطير الكرة التونسية وأحد القياصرة الطائرة على اجنحة الابداع.. وإسم نحت بأظافره وقدميه الصخر ليخط اسمه بأحرف من ذهب ويكسب رهانات عدة على اكثر من صعيد محليا واوروبيا وخليجيا ومنتخبيا..

رغم عثرات الحياة

ذلك هو زياد الجزيري الذي اعطى من شبابه ومن وقته الكثير للنجمة الساحلية وللكرة التونسية لاعبا ومسؤولا بعد ان احب هذه اللعبة باخلاص وله في المستطيلات الخضر داخل تونس وخارجها صولات وجولات حيث امتاز بعشقه وعطائه الغزير والوفير في لعبة العمالقة ..ليظل الى يومنا هذا صامدا برغم عثرات الحياة التي زادته قوة على قوة ولم يتمكن احد من تحطيمه.. ليخرج حقيقة بطلا بدون منازع سيظل راسخا في الذاكرة الرياضية بعد ان نبشنا في ماضيه وصفحات تاريخه الكروي الموشح بالانجازات والالقاب والرئة التي لا تكل ولا تمل..

لاعب برتبة مقاتل

نعم حقيقة وليس من باب الاطراء او المجاملة أن عرفنا لاعبا بتلك الروح القتالية و’القرينتة’ التي تشابه تماما رفيق دربه رياض البوعزيزي.. فمن الممكن ان
تكون رياضيا مثله لكن من الصعب ان تصبح اسطورة.. فهو أحد هؤلاء الاساطير القلائل.. فهو الظاهرة الذي تمكن من قهر كل العراقيل والمعوقات وتخطى الصعاب والعقبات وتجاوز المحن والازمات كرويا وحياتيا لكي يصبح أسطورة رياضية خالدة ان لم نقل معجزة حقيقية في عالم الساحرة المستديرة أفيون الشعوب بعد أن تمكن من دخول التاريخ وتسجيل أرقام سيصعب على كل منافسيه تحطيمها في قادم المواسم.
وبرغم ابتعاده عن الميادين كلاعب إلا ان حبه للوطن نمى في عروقه وتغلغل في كامل أجزاء جسمه ليصبح الرئة التي يتنفس بها حيث تعرفنا من خلال لقائنا به على جانب آخر مخفيا من حياته بأن هذا اللاعب هو النجم الساحلي والمنتخب الوطني يفرح لانتصاراتهما ويبكي بالدمع والدم لكبواتهما..

جدير بهذا المنصب

ولأنه يموت عشقا في حب النجمة الساحلية والمنتخب الوطني فقد عاد اليوم من بعيد من اجل تحقيق حلم طالما راوده وهو إدارة منصب مدير رياضي للمنتخب الوطني وهو جديرا بذلك قولا وفعلا اثر جولة قمنا به في الشارع الرياضي بكامل تراب البلاد من جماهير وأحباء ولاعبين سابقين الذين اكدوا لنا استحقاقه بهذا المنصب على غرار جمال ليمام وسامي الطرابلسي وحاتم الطرابلسي والقائمة عريضة وطويلة حيث قالوا في شأنه الكثير والكثير
ولأنه كذلك فلا يمكن ان نستوفيه حقه ببعض الكلمات ولا يمكن لسطور ان تعدد خصاله ومناقبه.. فقد ارتأينا ان نقتصر في حديثنا عنه على وردة من مسيرته الوردية ولؤلؤة من عقد حياته النفيسة. هي تلك الوردة وتلك اللؤلوة التي خطها بأفكاره النيرة وزكى بها وعطر ملحمة الارجل. ولهذه الاسباب وغيرها يقول زملائه من اللاعبين السابقين انه حان الوقت للكابتن زياد الجزيري بأن يتحمل هذه الخطة اكبارا وتقديرا لما قدمه للكرة التونسية ونرفع له القبعة نظير الجهود المبذولة من اجل رفع راية المنتخب الوطني عالية ونحاول ان نكرمه على طريقتنا الخاصة لانه سيبقى خالدا في القلب والوجدان. وهانحن كإعلاميين نكرم أيضا زياد الجزيري على طريقتنا لمن لا يعرف المسيرة الكروية لزياد الجزيري من الجيل الجديد.. فهذا الجبل الكروي انطلق من مركز تكوين الشبان بالنجم الساحلي لتكون المسيرة كالاتي :

-centre de formation de l’etoile
-1999-2002 : Étoile du Sahel ( Tunisie)
-2003-2005 : Gaziantepspor ( Turquie)
-2005-2007 : ES Troyes AC ( France)
-2007-2008 : Al Kuwait Kaifan ( Koweït)
– Equipe nationale (2002-2006)

فكل التوفيق يافارس تونس المغوار في باقي المشوار فنحن وراءك لإنقاذ كرتنا من الدمار.

رضا السايبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى