‘البنك التونسي’ أهان الشعر التونسي بتكريمه لصحفي لبناني متهم بالشعر؟..

كتب: المنصف المزغني
حتى إذا افترضنا ان شربل داغر (الفائز بجائزة البنك التونسي للشعر الحاملة لاسم أبي القاسم الشابي)
ناضل او قاتل على الجبهة العسكرية او الثقافية من اجل الدفاع عن قضية اهلنا في فلسطين،
أو طبّع مع اسرائيل ،أو لم يطبّع ؟
المعروف ان الجائزة معنية اصلا بالشعر ، ولكن الجائزة تحمل اسم شاعر تونسي عاش طوال عمره القصير في تونس المحتلة من قبل الاستعمار الفرنسي.
فهل كان يستحق الصحافي شربل داغر جائزة شعرية تحمل اسم ابي القاسم الشابي ؟
اسألوا اهل لبنان ؟ اسألوا أهل الفائز ؟ اسألوا الشارع الثقافي اللبناني ؟
لكن السؤال الملحّ هو :
هل خلت تونس وانجلت من ابنائها وبناتها من اهل الشعر حتى تسافر جائزة تحمل اسم ابي القاسم الشابي الى لبنان لتبحث عن شاعر مغمور في لبنان ؟
والعيب ،
نؤكد
العيب ينخر مصالح من كانوا في اللجنة ومن وافقوا ( وافقن ) على المرشح اللبناني الذي هو صحافي ثقافي أصيل أحب الشعر ، ولكن الشعر اعتذر له مرات رغم نشر بعض المجاميع ؟
ولكن المعلومة الغريبة المريبة هي :
أن شربل داغر ، قد دعي الى المشاركة ، اي طلبوا يده الادبية ليخطب جائزة البنك التونسي ،ولم ينقب شربل في الاعلانات الثقافية بحثا عن جائزة الشعر يدفعها البنك التونسي ؟
فهل كانت اللجنة مغفلة في تونس ؟
لا ،، ابدا ،
اللجنة عرفت من خلال رئيسها الصوفي والصرفي ماذا عليها أن تفعل ،،، ؟
اللجنة لم تكن شغالة بالمجًان ، (فالبنك التونسي مؤسسة مصرفية ذات تقاليد نقدية
اللجنة هنا ، )لم تكن في حاجة الى قراءة كل الإنتاج الشعري الواصل إليها باسم المسابقة
اللجنة ، لم تقرا كل الانتاج الواصل اليها، لانها لا تقرأ ، ولكن لأن لها من يقرأ ويحكم وله حق الاعتراض ، ومن قرأ ، خلع النظارات واستراح وأراح لجنته الموقرة من عذاب قراءة الشعر
بعد وصول مشاركة شاعر سيفوز حتما ، والحرف الأول من اسمه هو :
شربل داغر
كان هذا الوصول هو :
اعلان الراحة ، والإضراب عن قراءة كل ما أرسل من شعر طمعا بات مشروعا في الفوز بجائزة البنك التونسي
اللجنة
قررت ان تمنح جائزة الشابي الى هذا الذي فوّزوه ، رغما عنه ، فهو لم يكن يعلم بهذه الجائزة ، كما ذكر في تدوينة له ، وقد اتصل به بعضهم ، دون ذكر اسمه ، كما ذكر شربل داغر نفسه ،
وفي عالم الجوائز ، هناك دوما تسريبات كاشفة اذا كثر اللغط ،
والذهب ذو رنين اذا سقط ، يسمعه حتى الاطرش
ولبعض أعضاء اللجنة حسابات يعرفها الوسط الشعري والنقدي
وغابت هذه الحسابات وأسرارها ، وهي تغيب عن علم حتى من يعرف الحساب من اهل المصارف والبنوك وهو مانح المال وهو ( في قضية الحال ) مؤسسة البنك التونسي المحترمة التي وضعت ثقتها لمن لا يملكون رصيدا نقديا واسعا في معرفة بحر الشعر
وهنا ،
صار على أهل الذهب ( إن كانوا من اهل الصرف على الأدب ) أن يعرفوا اشياء غابت عنهم لدى أهل الأدب .
الخلاصة :
ما حدث مع جائزة البنك التونسي باسم أبي القاسم الشابي، كان فضيحة تحكيمية،
وما العمل :
لا شيء ، سوى ان لا تتكرر مثل هذه الحماقة في قادم الأعوام
ودام البنك التونسي مؤسسة الذهب التي تقدر الأدب .