صالون الصريح

عبّاس الطائي يكتب: شهادة للتاريخ

للشاعر الأهوازي الدكتور عبّاس الطائي

1- يقولونَ لي صِفْ ما بغزةَ من عَصفِ

أقولُ لهم: هيهاتَ، لاحولَ للوصفِ

2- إذا عَظُمَ الموصوفَ، فالوصفُ عاجزٌ

كما السيلُ في الطوفان يطغى على السقفِ

3- أوَصِّفُ ماذا والخرائطُ لا تَفي

مساحاتُها للهدْم والردْم والنسفِ

4- تُهَدَّمُ أبراجٌ تموج بأهلها

ركاماً عليهم والمصير إلى الحتْفِ

5- مشاهدُ تُدمي القلبَ والعينُ لا ترى

من الدمع، ما يجري من القتل والعُنْفِ

6- جرائم صهيون على أهْلِ غزّة

يشيب لها رأسُ الرضيعِ من القصْفِ

7- كأنّ رؤوسَ الناس في غزة غَدَتْ

ثماراً، وصهيون لَهوفٌ إلى القطْفِ

8- ألا كلّ طفل في القطاع مرشّحٌ

لمشروع قتْلٍ للشهادةِ في الصفِّ

9- حصارٌ مَهولٌ لم يَرَ الدهرُ مثلَه

بغزّة لا أكْلاً ولا ماءَ للرشْفِ

10- أيا ناصحي أنْ أشرَحَنّ جرائماً

لمَن بَيّضوا وجْهَ التتارِ من الخسْفِ

11- أقولُ: بنو صهيون لم يُرَ مثلهم

على الأرض حتى اليومِ أو قادمِ الكشْفِ

12- بِهِم هَوَسٌ للقتل والسفْك للدما

بٍهم عَطَشٌ لا يرتوونَ من النزْفِ

*

13- أيا ناصحي، في غزّة العِزِّ، هل ترى؟

أشدَّ الورى صبْراً وعزْماً بلا خوفِ

14- شموخاً، بطولاتٍ، فداءً، و ثورةً

وقوفاً بوجْهِ الموتِ والموتُ في رَجْفِ

15- ملاحمُ للأبطال في عزّة العُلى

يُسجلها التاريخ بالدمِّ والحرْفِ

16- وهزَّتْ بني الدنيا بطولاتُ غزّة

وقد مَرّغَتْ أنْفَ العداوةِ والحِلفِ

17- وقد كشفت أضحوكةَ الأمّةِ التي

عروبتُها بَيعُ الشعاراتِ و الزيْفِ

*

18- بني غزّة أفديكم الروحَ، ليتني

لثمتُ تراباً أو خضبْتُ به كفِّي

19- تراباً على أقدامكم أو ثيابكم

يُشرّفُ مَن باعوا العروبةَ بالحيفِ

*

20- سَتبقى مدى الأيّام غزّةُ بُقعةً

يَحجُّ إليها الناسُ شوقاً وفي لهْفِ

21- لغزّة للتاريخ، وهذي شهادةٌ

أسجِّلُها شِعْراً مع العجْزِ في الوصْفِ.

* الأهواز/ 5 – يناير/جانفي- 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى