صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: منصف بن حسونة الزريبي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

ولد هذا العلم بصفاقس في بيت الزريبي من عائلة الزريبي المشهورة بصفاقس..وفي دنيا طلب العلم طوى مراحل بنجاح، واختار في النهاية التخصص في صنع وبيع النظارات…والنظارات لها تاريخ..

من الأوائل

فأول من اكتشف البلورة التي تساعد على النظر هو العالم المسلم الحسن بن الهيثم، وذلك في القرن العاشر، وفي صفاقس أول من صنع وباع النظارات هو الأجنبي (برقازي)، برقازي باع محله لأجنبي مختص في بيع وإصلاح الساعات، وبعد سنوات عرض المحل للبيع فاشتراه صاحبنا المنصف الزريبي…
هذا المنصف كان في بيع وصنع النظارات هو الثاني بصفاقس بعد الرجل الفاضل صانع النظارات (عبد العزيز السلامي) أبقاه الله بالصحة والعافية…لما فتح منصف الزريبي محل النظارات كان محلات النظارات في تونس العاصمة عددها ثلاثون، واليوم تجاوز عددها في تونس الألف، وبلغ عددها في صفاقس المائة…

صناعة بلور النظارة

ويرجع ذلك لأن السيدين الفاضلين عبد العزيز السلامي ومنصف الريبي تسببا في بعث مركز بصفاقس يتعلم فيه ويتخرج من رغب في تعلم صناعة وإصلاح النظارات، اختص عبد العزيز السلامي بصنع بلور النظارة وقد كان يستوردها من الخارج بصعوبة وضياع وقت، وتخصص منصف الزريبي في صنع إطار النظارة بعد أن كان يستوردها..
في القديم كانت النظارة بصرية فقط، وكان الرجال وكبار السن هم الذين يلبسونها…وقل أن ترى تلميذا في القسم يلبس نظارة، واليوم صار أغلب التلاميذ من الروضة يلبسون نظارة، وفي الماضي قل أن ترى امرأة تلبس نظارة، وهي تلبسها لتساعدها على الخياطة والتطريز…أما الصبية فمن العار ومما يشينها لبس النظارة قبل زواجها، ذلك أن النظارة دليل على عيب في عينيها..

اليوم صارت النظارات مظهرا من مظاهر الزينة، وهي أشكال، وهي ألوان، وهي مرغوب فيها وإن ارتفعت أثمانها…اليوم في عصر التلفزة ،وعصر الإدمان على الفيسبوك تضررت العيون، وضعف البصر وصار البصير أعشى أو أعمش في حاجة إلى نظارة، وهو يشتريها ويلبسها، ويستجدي ثمنها إن كان فقيرا…

عائلة المنصف الزريبي

وهنا أذكر صاحبنا منصف الزريبي، فقد كان يساعد في مفتتح السنة الدراسية التلاميذ المحتاجين ويعطيهم نظارة طبية ويدعو لهم بالنجاح…هذا العلم الرجل الفاضل تزوّج في سن الزواج السيدة الفاضلة (شاذلية التريكي) فأنجبا، سنية حرم المهندس منصف المراكشي، ووجدي طبيب عيون، ووديع الذي حل في المصنع محل والده، وسوسن…

ودع الدنيا

هذا العلم أصيب في عز قوته وعطائه بمرض لم ينفع فيه طبيب ودواء فعجل بوفاته، ودع دنياه وودعته زوجته وودعه أولاده وأهله وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما..وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى