أمطار طوفانية قاتلة في الجزائر والمغرب..هل تتجه ‘عاصفة المتوسط’ نحو تونس؟

عاشت كل من المغرب والجزائر خلال الساعات الماضية على وقع فيضانات وأمطار استثنائية أدت إلى سيول جارفة تسببت في وفاة 11 شخصا في المناطق الصحراوية بالمغرب، بالاضافة إلى وفاة أطفال جرفتهم مياه الأمطار في نهاية الأسبوع المنقضي..
هذا وتعيش منطقة المغرب العربي حاليا، على غرار دول منطقة المتوسّط ، تحت تأثير ظواهر استوائية تكررت في السنوات الأخيرة.
سحب ركامية
وفي تفسير لما يجري والتغيرات المناخية الكبرى التي تعيشها المنطقة، أفاد المختص في الطقس حمدي حشّاد أنّ السحب الاستوائية في منطقة المتوسط تكونت نتيجة تحول مداري في شمال افريقيا تفاعل مع نظام جوي بارد في شمال أوروبا مما أدى إلى السحب الركامية كثيفة وتساقطات كثيفة.
وأشار إلى أنّ تأثير هذه السحب على تونس لم يؤدّ في تونس إلى وضع كارثي على غرار ما شهده المغرب و بدرجة أقل الجزائر حيث أدّت الأمطار الغزيرة إلى فيضانات ووفاة عدد من الأشخاص بعد أن جرفتهم السيول الكبرى التي تكونت جراء التساقطات الكثيفة في حيز زمني قصير.
وخلال الفترة الأخيرة شهدت تونس تساقط كميات من الأمطار شملت جميع المناطق وكانت هامة في مناطق الوسط الغربي والشمال الغربي نتيجة السحب الركامية التي تمتد حاليا على 3500 كلم من بحر البلطيق إلى سيدي بوزيد،حسب تأكيد حمدي حشاد.
وأوضح حشّاد أنّ هذه السحب الركامية تتكوّن نتيجة الارتفاع الكبير في الحرارة وارتفاع البخار المائي.
كتل هوائية باردة
وفي سياق متصل، قال المُختصون الجويون في مركز طقس العرب الإقليمي إن آخر المُخرجات الحاسوبية المُتطورة تُبين حدوث تغيير في شكل الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، حيث تندفع كُتلة هوائية باردة عبر مُختلف طبقات الغلاف الجوي نهاية الأسبوع الحالي وحتى مُنتصف الأسبوع القادم نحو مناطق واسعة من القارة الأوروبية وبخاصة وسطها وجنوبها، تزامناً مع سيطرة مُرتفع جوي قوي على جنوب غرب القارة الأوروبية.
عبور باتجاه البحر المتوسط
ومع تغير شكل الأنظمة الجوية وتموج التيار النفاث القطبي، يُتوقع أن يعبر هواء بارد أو أقل حرارة سطح مياه البحر الأبيض المُتوسط (خاصة غرب ووسط البحر المُتوسط) الذي كان يُعاني فترات طويلة من موجات الحر البحرية.
ومع عبور الهواء الأقل حرارة نحو سطح المياه التي تشهد احتراراً في الفترة الأخيرة، تشتد الاضطرابات الجوية على أوروبا وشمال إفريقيا، تحديداً دول المغرب العربي، مع ارتفاع فُرص تطور العواصف المُتوسطية حال تضافر جميع الظروف الجوية المُناسبة.
متابعة: الطاهر غالي