صفاقس تودع ابنها البار..آخر كلمات منصف خماخم لـ الصريح (صور)

شيّعت جهة صفاقس اليوم السّبت 7 سبتمبر 2024 ابنها البار، رجل الأعمال والرّئيس السّابق للنّادي الرياضي الصفاقسي منصف خماخم، إلى مثواه الأخير.
وقد تمّ قبول التّعازي بجامع سيدي اللّخمي إثر صلاة الظّهر بحضور الآلاف من المسؤولين واللّاعبين والأحبّاء، وغيرهم، والذين حرصوا على أن يكونوا في الموعد لتوديع خماخم – هذا الرّجل الذي عشق جهته وناديه حتّى النّخاع، وضحّى بالغالي والنّفيس من أجل رفع راية السّي آس آس عاليّا، رغم ما اعترضه من عراقيل ومن تحدّيات ومؤامرات من شأنها أن تؤدّي إلى الشّعور بالإحباط وإلى التّخلّي عن حلمه المتمثّل في المساهمة في الارتقاء بالجهة وبـ”قلعة الأجداد” إلى أعلى المراتب.
صدمة
منصف خماخم فارقنا صباح يوم أمس الجمعة 6 سبتمبر 2024 إثر صراع مع المرض، وقد مثّلت وفاته صدمة لكلّ من عرفه من قريب أو من بعيد، سواء من مناصريه أو من أولئك الذين كانوا يكنّون له العداء – لسبب ما، أو حتّى دون أسباب واضحة.
في الواقع، خلّف رحيل سي منصف لوعة وحسرة كبيرتين في نفوس أهالي عاصمة الجنوب وأحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي.
تضحيات جسيمة
الفقيد منصف خماخم قدّم تضحيات جسيمة لجهته ولناديه دون أن ينتظر جزاء ولا شكورا من أيّ كان. وقد أكّد لي شخصيّا إثر تخلّيه عن رئاسة النّادي الرياضي الصفاقسي أنّ الأموال التي صرفها خلال فترة تولّيه رئاسة الهيئة المديرة – من 16 سبتمبر 2016 إلى 20 جانفي 2022 – تناهز الـ26 مليون دينار. وأضاف: “موش مشكل… المهمّ مشات للسّي آس آس… ومانيش نادم!”
مجنون!
كما صرّح لي بالحرف الواحد إثر استقالته من رئاسة النّادي: “يقولون أنّني مجنون عندما أقدمت على رئاسة الهيئة المديرة… آنا فعلا مجنون… وإن شاء الله يلقاو مجنون آخر يسيّر الجمعية، وإلّا يا خيبة المسعى!”
منصف خماخم أعطى للجهة وللنّادي من ماله ووقته وجهده دون حسابات، وعاش ضغوطات رهيبة وخيبات أمل عديدة خلال الفترات التي تولّى فيها تحمّل مسؤولية التّسيير بنادي عاصمة الجنوب، كمشرف على فرع كرة القدم للشبّان، ثمّ كنائب أوّل لرئيس النّادي، وصولا إلى فترة رئاسته للهيئة المديرة.
ضغوطات ودسائس
رغم الضّغوطات والدّسائس والمؤامرات، لم يرم منصف خماخم المنديل إلّا عندما خرجت الأوضاع عن السّيطرة إثر الحملات المتواصلة التي كانت تقودها أطراف محسوبة على النّادي والتي نجحت في الإطاحة به في آخر المطاف، ليدخل السّي آس آس في متاهات أصبحت تهدّد كيانه وجعلته يعيش معاناة كبرى، ويسعى للخروج من المأزق الذي تردّى فيه، والذي لا يزال يلقي بظلاله على الأجواء، رغم المجهودات المبذولة من الرّئيس الجديد عبد العزيز المخلوفي من أجل قيادة النّادي لتجاوز الأزمة العميقة واستعادة إشعاعه المفقود.
ضرورة استيعاب الدّرس
في الختام، لا بدّ للصفاقسية ولأحبّاء النّادي الرياضي الصفاقسي من استيعاب الدّرس من “تجربة خماخم” والكفّ عن استهداف الرّجال الذين يناضلون ويضحّون من أجل إعادة الاعتبار للجهة ولناديها الأوّل.
لا شكّ أنّه لا خيار أمام أبناء الجهة والغيورين على “قلعة الأجداد” سوى وضع اليد في اليد من أجل رفع التّحدّيات وتجاوز العراقيل التي أدّت إلى مزيد تهميش الجهة على جميع المستويات.
أملنا أن يأخذ أهالي عاصمة الجنوب وأحبّاء السّي آس آس العبرة من التّجارب الماضية لأنّ مصلحة الجهة ونجاح ناديهم يمرّ عبر وحدتهم.
وربّي يرحم سي منصف خماخم!
محمّد كمّون