محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ قصة بعث الفرع الزيتوني للبنات بصفاقس

كتب: محمد الحبيب السلامي
كان التعليم الزيتوني بصفاقس عبر القرون خاصا بالذكور، وفي سنة 1954 كان مدير الفرع الزيتوني بصفاقس الشيخ العالم أحمد بن الشيخ أحمد بن الشيخ أحمد الفراتي باش مفتي صفاقس…
جاءت الموافقة
فكر الشيخ المدير في فتح الباب للبنت الصفاقسية لتتعلم تعليما زيتونيا وما فكر فيه بعث فيه رسالة إلى شيخ الجامع الأعظم وفروعه الإمام محمد الطاهر ابن عاشور يطلب موافقته وجاء الرد بالموافقة…
أعدّ الشيخ الفراتي محل التعليم في دار وفكر في جراية المدرسين وميزانية إدارة فرع للبنات، عرض الموضوع على أهل الفضل فوافقوا على التبرع وعرض الموضوع على المدرسين فوافقوا على أن تكون جرايتهم من طريق الساعات الزائدة…
ذاك الحل كان للسنة الأولى من فتح الفرع وتقرر أن يطلب الشيخ المدير أحمد الفراتي من المسؤولين بتونس تخصيص ميزانية للفرع صلب ميزانية التعليم الزيتوني..
كاتب عام الحكومة يرفض!
قدم المدير الطلب وافق عليه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، لكن الكاتب العام للحكومة التونسية وهو فرنسي رفض الطلب… فما هو الحل حتى لا تُحرم البنت المسلمة في صفاقس من التعليم الزيتوني؟
فكر الشيخ ابن عاشور وقرر القيام بزيارة للكاتب العام الفرنسي وفتح حوار معه وأخذ الشيخ ابن عاشور معه الشيخ الفراتي ومترجما، وزاروا الكاتب العام الفرنسي وهو في عهد الحماية صاحب القول والطول، وفتح الحوار وتساءل الشيخ ابن عاشور عن أسباب الرفض فقال إن قانون التعليم الزيتوني ينص على أنه تعليم للأولاد بسرعة أجاب الشيخ ابن عاشور فقال: ونحن نفتح بصفاقس فرعا لتعليم الأولاد قال الكاتب العام أنتم تفتحونه للبنات، قال الشيخ ابن عاشور والأولاد كلمة في لغتنا العربية وفي القرآن الكريم تطلق على الذكور والإناث…
قيل اندهش الكاتب العام من جواب الشيخ ابن عاشور ثم وافق على بعث الفرع وتخرجت منه متعلمات مدرسات وموظفات، وتم إغلاقه يوم تقرر في عهد الاستقلال إلغاء التعليم الزيتوني وبه وضعت نهاية القصة لتبقى في التاريخ تروى وللتعليق فبماذا يُعلق الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟