صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: محمد الحبيب القلال

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم من عائلة القلال وعائلة القلال في صفاقس عُرفت واشتهرت وتفرعت، وكان فيها ومنها الإمام والوزير والطبيب والتاجر والصناعي والمربي والمناضل هذا العلم ولد في 26 مارس 1934 أبوه حسن بن علي القلال وأمه عيشوشةً خماخم…

هذا العلم طوى مرحلتي التعليم الابتدائي والثانوي ففاز بالشهادة الابتدائية وشهادة الباكالوريا، وبعد أن كان متعلما اختار أن يكون معلما فدخل مدرسة ابتدائية يعلم الأطفال لكنه لم يستقر فيها طويلا

في المدرسة القومية للإدارة

صاحبنا محمد الحبيب القلال كان طموحا للعلم والمعرفة لذلك خلع لباس المعلم وتوجه نحو مدرسة الحقوق، ليتمكن من معرفة القانون وتوجه نحو المدرسة القومية للإدارة وهي مدرسة كانت في دار ابن خلدون بنهج تربة الباي وبابها مفتوح لمن يحملون شهادة التحصيل الزيتونية أو شهادة الباكالوريا، وقبل الاستقلال بسنوات انضم إليها عدد ممن يحملون شهادة التحصيل وشهادة الباكالوريا فلما استقلت تونس وجدتهم الدولة التونسية دعائم وهي تبني نفسها وتسيّر إداراتها…

مدير في الصحة

فكان منهم الوالي والمعتمد والمدير لذلك كان محمد الحبيب القلال المدير تخرّج من المدرسة القومية للإدارة، وكانت الدولة التونسية الفتية تنشر في كل ولاية حق المواطنين في حفظ الصحة، وحفظ الصحة العامة والخاصة يحتاج إلى مستشفيات والمستشفيات تحتاج إلى أطباء وممرضين وممرضات وتحتاج إلى من يدير شؤونها الإدارية وفق قانون…
وصاحبنا محمد الحبيب القلال تهيأ لذلك قبل الاستقلال ليكون عمادا في إدارة مؤسسات الاستقلال لذلك دُعي فاستجاب وكان بكفاءته مديرا لمستشفى الكاف ومديرا لمستشفى جندوبة ومديرا لمستشفى سليانة، وانتهى ليكون مديرا لمستشفى صفاقس…
وفي كل مستشفى سجل صفحات تشرف عائلة القلال هذا محمد الحبيب كان مواطنا وطنيا حزبيا، ولذلك لما طُلب منه سنة 1980 أن يكون كاتبا عاما للجنة التنسيق الحزبي في صفاقس، قَبِل وقال قولة الكشاف (مستعد) وهو الكشاف والمساهم في نشر الحركة الكشفية…

عضو مؤسس في الهلال الأحمر

هذا محمد الحبيب القلال الذي يدير مستشفيات لا غرابة في أن يكون عضوا مؤسسا لفرع الهلال الأحمر بصفاقس ولا غرابة في أن يكون عضوا في الهيئة التأسيسية لجمعية رعاية القاصرين عن الحركة العضوية بصفاقس، فقد كان كاتبها العام وبيده وقلمه سجل محاضر جلساتها التي امتدت عامين وانتهت بكتابة القانون الأساسي للجمعية والجمعية ترعى اليوم أكثر من ستة آلاف قاصر في دارين وتفتك إعجاب وتشجيع كل من يزورها…

نجاح أسري

هذا محمد الحبيب القلال رصد بذكائه الأجواء التي تمر بها تونس فترك الإدارة والسياسة وفتح فرعا لشركة تأمين، هذا محمد الحبيب القلال الإنسان تزوج بنت عمه نعيمة بنت الشاذلي القلال وأنجب منها ذرية طيبة يبقى بها ذكره وتنفع البلاد والعباد فهذه نرمان أخصائية في أمراض النساء، وهذا حسن أخصائي في طب الجراحة وهذه نرجس أخصائية في علاج الأمراض الباطنية ورابع الذرية محمد إلياس الذي كان محاميا ليدافع عن الحق كما كان والده يساعد الناس على ًالتمتع بالحق…

ودع الدنيا

هذا صاحبنا محمد الحبيب القلال الذي أدار مستشفيات ليتمتع الناس بالشفاء من المرض شدّه مرض خبيث ولم يتركه إلا لما حل أجله يوم 27 ماي 1999 فودع دنياه وودعته أسرته وأحبابه وصفاقس بالرحمة وحسن الذكر فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى