محمد الحبيب السلامي يتحدث عن الهجرة النبوية..

كتب: محمد الحبيب السلامي
السلام والصلاة على رسول الله محمد بن عبد الله فيم أفكر؟ أفكر اليوم في هجرة الرسول ونحن في اليوم الأول من سنة 1446 أفكر في عيد رأس السنة الهجرية…
لأتحدث عن عادة البيض في الميزاب ولا عن الملوخية ومنع الكسكاس في ليلة رأس السنة التي يتحدث به الناس وخرافات المعتقدات التي تدخل من كل باب…
أتحدث اليوم وأتذكر وأذكر الدروس التي كان أهل العلم والعقيدة الصافية يتحدثون بها يوم الاحتفال بعيد السنة الهجرية عن علمائنا الكرام رحمهم الله…
الرفض والعناد
روينا وفي كتب التاريخ طالعنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بُعث وأعلن في قومه دعوته ورسالته، لقي من كبار قريش الرفض والعناد وتفننوا في إذايته وأرسلوا عليه سفهاءهم وصبيانهم يسلطون عليه أنواع الإهانة وألوان الإذاية…
تحمل رسول الله كل ما نزل عليه إرضاء لربه ولما ساومه الأعداء بما يرضيه ليتخلى عن رسالته ودعوته، قال قولته المشهورة لـ عمه أبي طالب الذي كان وسيطا بينه وبين قادة قريش (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر أو أهلك دونه ما تركته)…
اختار الهجرة
لكن لكن لكن ماذا على الرسول أن يفعل وقد سدّ كبار مكة الأبواب في وجهه؟ فكر فوجد الطريق في الهجرة، والهجرة في سبيل الله بالقرآن مشروعة إلى أين ولمن يهاجر فيستقبلونه وينصرونه ولا يؤذونه؟بحث وصار يعرض رسالته ودعوته على الوفود التي تدخل مكة في موسم الحج، ووجد في وفد من أهل يثرب أسمعهم فاستمعوا، ووعدوه بالنصر إن هاجر إليهم، وعلى ذلك بايعوه وكانت بيعة العقبة الأولى وليتأكد ويطمئن عرض أمره في موسم قادم على وفد أكبر من أهل يثرب وأسمعهم فاستمعوا وبايعوه فكانت بيعة العقبة الثانية وبها اطمأن لفكرة الهجرة….
يقول الرواة إن أعداء الرسول علموا أن محمدا يعد الخطة للهجرة برسالته ودعوته وإذا هاجر نشر بين القبائل دعوته، ولذلك فكروا واتفقوا على قتله فجمعوا فريقا من شبابهم يقفون على باب بيته فإذا خرج ضربوه ضربة رجل واحد، يقول الرواة هم أعدوا عدة القتل والغدر والرسول كان يعد خطة الهجرة فلا يهاجر وحده…فاختار الرفيق الصديق ابا بكر الصديق واختار الدليل في طريق الهجرة شخصا يعرف المسالك التي يسلكها بهما تخفى على أعدائه في ملاحقته فكان الدليل (أريقط) وإن لم يكن مسلما ويروى أنه أسلم بعد..
عين الله تحرسه
يقول ابن اسحق في تاريخه خرج الرسول من بيته بيت خديجة ليلة الجمعة 27 من شهر صفر في السنة الرابعة عشرة من البعثة وكانت عين الله تحرسه وقدرته تخفيه عن أعداء دعوته والمتربصين على بابه لقتله، ووصل مع أبي بكر إلى غار ثور الذي دلهما عليه أريقط، وفيه أقاما ثلاث ليال وأسماء بنت بكر الصديق تأتيهما بالغذاء ثم جاءهما أريقط براحلتين فركبا وانطلقا بهما في طريق ساحلية ومضت أيام وليال حتى وصلا المدينة المنورة في يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول بعد أن قطعا مسافة 380 كلم…
كان أهل المدينة بنسائهم في استقبال رسول الله وهم ينشدون (أقبل البدر علينا) ولأن هذه الهجرة هي التي فتحت الأبواب في نشر الإسلام وانتصار رسول الله في رسالته ودعوته، فقد اختارها أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب بداية يؤرخ بها المسلمون أحداث تاريخهم وبداية السنة الهجرية تبقى تبدأ بشهر محرم حسب العادة لا بشهر ربيع الأول…
دروس وعِبر
فتح الله بصائرنا على الدروس والعبر التي تبقى هجرة الرسول تتحدث عنها وتهدي وترشد واجعلنا ممن يطالعون تاريخ الهجرة ويروونه لأولادهم وأحفادهم بعيدا عن المعتقدات الخرافية ذاكرين رسول الله والصلاة والسلام عليه بقلوب مؤمنة وألسنة طاهرة صلوا عليه وسلموا فلكم من الله الأجر ومني الشكر وعاطر التحية…