صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ علم عاش في صفاقس ثم ودع: عبد الرحمان بن حسن اللوز

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا العلم ولد بصفاقس سنة 1888 وتوفي في 19 أفريل سنة 1965، هذا العلم إخوته حمدة ومحمود وعبد السلام وحامد وقد اشتهر جميعهم بالثراء وعرفوا بأنهم من أعيان صفاقس…

عبد الرحمان اشتهر أكثر من إخوته وأنجب ابنا وبنتا، عبد الرحمان كان في عهد الحماية عضوا في المجلس النيابي الذي كان يسمى المجلس الكبير ولم يكن الوطنيون والحزبيون ينظرون لهذا المجلس وأعضائه نظرة ارتياح…

دعم مالي

عبد الرحمان اللوز نجده يتبرع للحزب القديم ويدعمه ماليا، كما نجده يدعم ماليا حزب بورقيبة في صفاقس، نجد في كتاب (الحركة الوطنية بجهة صفاقس 1920 ـ 1955) للمؤلف الدكتور عبد الجليل بن عباس عبد الرحمان اللوز يُذكر في صفحات متعددة…

حكاية مع الهادي شاكر

ففي 27 ديسمبر 1933 يزور بورقيبة صفاقس ويدعو الناخبين إلى انتخاب الطيب كمون نائبا عن صفاقس في المجلس الكبير، وعدم انتخاب عبد الرحمان اللوز كما نجد في الكتاب سطورا تتحدث عن زيارة بورقيبة لـ صفاقس عند عودته من الشرق سنة 1949، وفي هذه الزيارة وجد بورقيبة الحزب منقسما فاقترح على قيادة حزبه بقيادة الزعيم الهادي شاكر إعادة المربي الإعلامي محمد الشرفي وعائلة اللوز بما فيهم عبد الرحمان اللوز إلى الحزب لكن الزعيم الهادي شاكر أصر على رفض اقتراح بورقيبة..
ويقال إن اللوز أقرض الهادي شكر آلافا من الفرنكات ليدعم بها تجارته فأعلن اللوز عن القرض، وبذلك تشوهت سمعة شاكر حزبيا وفي الكتاب نجد عبد الرحمان اللوز يرأس الجمعية الخيرية الإسلامية ويبني مدرسة للذكور وأول مدرسة للبنات ومأوى للفقراء..
وقد اشتهر هذا المشروع بمشروع (التكية والمأوى الخيري ) وفي يوم افتتاح المشروع حضر الوجهاء والأعيان وخطب فيه من ضبط اسمه في قائمة الخطباء وكان الهادي شاكر حاضرا ولم يكن اسمه مسجلا في قائمة الخطباء، لكنه طلبها بعد أن أعلن عبد الرحمان اللوز نهاية الاجتماع… فماذا فعل صاحبنا اللوز وماذا قرر ؟
أعطى الهادي شاكر الكلمة فقدم خطابا طويلا تحدث فيه عن الظروف السيئة التي يشكو منها الشعب التونسي عامةً والفقراء خاصة كما نجد في الكتاب التاريخي المذكور أن أهالي صفاقس احتجوا على الشيخ القاضي محمود الحشيشة وطالبوا بعزله لأن زوجته نظمت حفل عرس ابنتها للنساء بفرقة موسيقية قالت إنها من المكفوفين وتبين أنهم بصراء وقد تم عزله كقاض، ثم راجت إشاعة تقول أن الباي الذي عزل القاضي الحشيشة قرر تسميته (باش مفتي ) في صفاقس فعقد قادة صفاقس في مكتب عبد الرحمان اللوز اجتماعا حضره الزعيم الهادي شاكر وقرروا إعلان الإضراب احتجاجا ورفضا لهذا التعيين…

بين القبول والرفض

وهكذا عاش عبد الرحمان اللوز في صفاقس بين القبول والرفض وكان من هواة لعبة (الشكبة ) ويستحم كثيرا في حمامات حامة قابس، ولما اقترح بناء نزل عصري في الحامة للوافدين على الحامة يُقال أن أهالي الحامة رفضوا قبول مشروعه، ولما استقلت تونس وبعث بورقيبة محكمة شعبية حاكم فيها من رأى أنهم تعاونوا مع الاستعمار الفرنسي في عهد الحماية، فإن عبد الرحمان وعائلته وعائلات إخوته لم يمسسهم سوء وكانوا محل تقدير مثل المحامي الحبيب اللوز والمناضل الهاشمي اللوز…
وتعلم أحفاد عبد الرحمان وأحفاد إخوته وفيهم من ترأسوا الكليات الجامعيةً

النهاية

لما جاء أجل عبد الرحمان اللوز ودع دنياه وودعه أهله وأحبابه وصفاقس بالرحمة، ويذكره الذاكرون بالخير حسب توجيه الإسلام فبماذا سيذكره الأصدقاء لنزداد به معرفة وفهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى