جهات

نابل: ‘الكوبل الفرنسي’ والبزناس..وجلسة ‘التحقيق’

شاءت الصدف أن اتواجد في أحد المقاهي الشعبية المعروفة وسط مدينة نابل لتناول كأس من الشاي الأخضر بـ’النعناع’ احياء لسنة حميدة دأبت عليها منذ أواخر السبعينات والثمانينات على انغام العظيمة ام كلثوم…

كانت المقهى تعج بالذكور وتحاشيت قول تعج بـ ‘الرجال’ وحتى لا أكون قاسيا البعض منهم كان حديثهم وكلامهم البذيء لا ينطبق على الرجال المحترمين الذين نجلهم ونحترمهم، في الأثناء دخل ‘كوبل فرنسي’ وسط المعمعة وجلس في الطاولة الوحيدة الفارغة بجانبي حتى جاءهما نادل المقهى الشعبي بزيه الشعبي وقبل أن يسأل عن طلبهما تدخل شاب برتبة ‘بزناس’ على الخط وكأنه نزل من السماء ليسأل الكوبل ماذا تريدون أن تشربوا فسأله الرجل ماذا عندكم من مشروبات فأجاب ‘البزناس’ والنادل الرسمي يتفرج، هناك مشروبات غازية و عصير البرتقال والشاي الاخضر والقهوة الافرنجية و العربية والجعة..

ولم اسمع كلامه ما بعد الجعة فكان طلب الكوبل 2 جعة ، لم اتفاجىء بطلبهما وهذا عادي بالنسبة لي و لهما و عادي بالنسبة للمقهى الشعبي في وسط مدينة سباحية تقدم كل ما يطلبه السائح الأجنبي، ربما الجعة المطلوبة خالية من الكحول من يدري؟ وجلس البزناس بعيدا عنهما امتارا قليلة لينطلق في التحقيق معهما.. وفي نفس الوقت يخبر الجالسين في المقهى بطلاقة لسانه وحذقه للغة الفرنسية وتوجه لهما بأسئلة سريعة في اي نزل تقيمان؟ وهل هنآك كثيرا من الزبائن؟ وكم دفعتما للتاكسي؟
فكان الرد مقتضبا عن كل الاسئلة من طرفهما، ودار بخالدي لماذا كل هذه الاسئلة؟ هل له منفعة في ذلك؟ لم اتحمل هذا الازعاج لسائحين جاءا لطلب الراحة والتمتع بما يشاهدانه في مدينة نابل، فغادرت المكان بعد ان دفعت مقابل كأس الشاي وتركت جلسة ‘التحقيق’ مستمرة ولا أعرف هل أصدر في حقهما سراحا أم ماذا حصل؟

ع.ع.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى