حين تنفتح المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد ببنزرت على محيطها…يكون الإبداع (صور)

مواكبة: الأمين الشابي
المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد ببنزرت، بإدارتها الحازمة، وأساتذتها الذين يتسلحون بالإرادة والعزيمة، وعلى رأسهم كلّ من الأساتذة سعاد المرنيصي وسميّة الأسود و نجاح شوشان، هاته المؤسسة التربوية تصنع الحدث، بالرغم عمّا يشاع من أنّ المؤسسة التربوية فقدت جذوتها وحادت عن دورها التعليمي والتربوي والتثقيفي.
نقول هذا، لأن المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد ببنزرت، بعد مشاركتها المشرفة في الملتقى الجهوي للمسرح، جمعت أمس الجمعة، 17 ماي 2024، في حرمها التربوي، بين الإبداع العلمي والشعري والموسيقي والتجسيد الجسدي، بل و تمكنت من الربط – عبر السكايب – بين بيت الشعر بموريتانيا و ضيوف هذه الأمسية الثقافية الجميلة بهذه المؤسسة التربوية و ليكتمل بذلك تفتحها لا على محيطها المحلي فحسب بل وعلى محيطها حتى الدولي.
شعراء أثثوا اللقاء، من الكاف وبنزرت
كان للشعر حضور مميّز في هذه التظاهرة التربوية، حيث أثثها شاعرين، كضيفي شرف من ربوع الكاف، وهما الدكتور الشاعر وليد السبيعي والكاتب الصحفي نور الدين بن يمينة. وعن مدينة بنزرت حضر كلّ من الشاعر رشيد العرفاوي والأمين الشابي.
وألقوا بين التلاميذ بعض القصائد في مختلف الأغراض الشعرية. حيث كانت القضية الفلسطينية حاضرة وبامتياز و بالتالي تمّ القاء قصيدة للشاعر وليدي السبيعي بعنوان ” مستشفى الشفاء” يقول مقطع منها ” لأنّ جميع البلاد احتلال / “غفارا” استقّل بأكناف غزّة / يقاتل فيها .. وعن كلّ حرّ / وفي كلّ حين .. وفي كلّ عزّة / رضيعا يغادر شيخا مسجى / بمشفى الشفاء بمن فيه عزى /. وليتحفنا بعد ذلك الشاعر الضيف نور الدين بن يمينة بقصيدة جميلة بعنوان ” النبي ” تروي مأساة محمد الدّرة. بدون أن ننسى ما قدمه كل من الشاعرين رشيد العرفاوي والأمين الشابي من قصائد حول فلسطين.
كما التأم حوار إيجابي وبنّاء بين التلاميذ والشعراء. ليتمّ التعرّف تباعا على الدكتور والشاعر (باعتباره طبيب أسنان) وليد السبيعي الذي قدم نفسه بكونه ابن المدرسة العمومية، ولكنه كان منذ نعومة أظفاره مغرما بالمطالعة ليجد نفسه شاعرا رغم تكوينه العلمي في مجال طب الأسنان. مضيفا أنّ له أكثر من ديوان شعر، على غرار ” لست أرى من النساء سواك ( 2021) و “كلّ النساء أنت” ( 2023) و “إلياذة تونس” ( 2024) و من الكتب التي أصدرها نذكر، ” حنّبعل الفرار الأخير ” والأزهر الجنرال الفارس” و”أنطلياس”.
مراوحة بين الشعر والموسيقى والرقص
تلاميذ المدرسة الإعدادية الحبيب الحداد ببنزرت، كان لهم أيضا أكثر من موهبة تمّ تجسيدها بين الضيوف، حيث تمّ تقديم أغنية للشيخ الإمام ” يوم مولي الهواء ” ثمّ قدموا رقصة جميلة عبر التجسيد الجسدي وعلى أنغام موسيقى تجعلك تحلق عاليا لحلاوة ألحانها وانصهار حركات الراقصات على أنغامها، فضلا عن مقطع مسرحي جميل.
ربط بين المدرسة وبيت الشعر بموريتانيا
المفاجأة السّارة و الجميلة، كانت في الربط عبر “السكايب” بين الحضور بالمدرسة و مدير بيت الشعر بدولة موريتانيا حيث دار حوار جميل بين الإعلامي الأمين الشابي و مدير بيت الشعر بموريتانيا الدكتورعبد الله ولد السيد ليسأله ( الأمين الشابي) عن أهداف بيت الشعر خاصة و هي على أعتاب الاحتفال بمرور 9 سنوات على تأسيسها و هل مازلت موريتانيا كما عرفناه ” بلد المليون شاعر ” ليجيء الرّد مقنعا و ثريا كالتالي : ” نشأت بيت الشعر خلال شهر سبتمبر 2015، بمبادرة من سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة بالإمارات المتحدة العربية، وذلك بهدف دعم الشعر العربي والشعراء والإسهام في نشر أعمالهم و الربط بين أرباب الابداع في الوطن العربي.
وإنّ بيت الشعر يعمل في نواكشوط بالتنسيق مع وزارة الثقافة والجهات الحكومية وقد وجد ترحيبا كبيرا في الساحة الثقافية. بخصوص بيت الشعر في مجال نشر الأعمال الأدبية الموريتانية، يقوم البيت بنشر أعمال سنوية من بيها دراسات نقدية تتعلق بالأدب والثقافة ودواوين الشعر ” مبيّنا في ذات السياق وأن موريتانيا هي بالفعل ولازالت بلد “المليون شاعر’…
مفاجأة هذا اللقاء، اختراعات علمية
المفاجأة الجميلة لهذا اللقاء تمثل في عرض الإبداعات العلمية لبعض التلاميذ، حيث تمّ عرض العديد من ” الاختراعات ” العلمية على غرار ” روبوتات وآلة غسيل تعمل بالطاقة، وذلك بتأطير من الأستاذة نجاح شوشان، وما أحوجنا إلى مثل هذا التمشي التربوي لاكتشاف علماء ومبدعي الغد.
حيث شدّت ابداعات هؤلاء التلاميذ انتباه جميع الحضور، الذي حيّاهم بحرارة بوابل من التصفيق والتشجيع. وهذا يؤكدّ وأنّ المدرسة عموما هي خير حاضن للتلاميذ وخير حام لهم من كلّ الانزلاقات واجرام الجريمة عموما. وهي فرصة لندعو كلّ مؤسساتنا التربوية للحذو حذو المدرسة الإعدادية الحبيب العداد لنجنّب أبناءنا ظاهرة العنف التي تجتاح بعض من فضاءاتنا التربوية، والعلاقة المتوترة بين التلاميذ والإطار التربوي من ناحية، والإطار التربوي والأولياء من ناحية أخرى. فالتأطير عبر الأنشطة الإبداعية وفي شتى المجالات أضحى ضرورة ولا محيد عنه، لأنّه يصب في الهدف التربوي الصحيح الذي نصبو إليه جميعا.