صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: علي بن أحمد حامد النوري

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

صاحبنا اليوم في لقائنا هو ابن عم من تحدثنا عنه أمس وكان موضوع لقائنا…صاحبنا بالأمس قلنا عنه (علي النوري الطويل)…وصاحبنا اليوم لأنه (علي النوري) نقول عنه لنميّزه (علي النوري القصير)…

كان مُحسنا

صاحبنا تزوج عددا من النسوةً، وأنجب بنين وبناتا…ومن أبنائه، أحمد الذي اشتغل بالفلاحة، وصالح الذي كان رجلا طيبا، محسنا، ومن إحسانه أنه كان يُعطي الكتاب من مكتبة الشيخ العالم سيدي علي النوري من يطلب كتابا، ومن إحسانه أنه كان يسكن جنانا فيه شجرة العناب فلا يرد من يدخل الجنان ويأكل منها…

أبناء وبنات علي النوري القصير

ومن أبناء علي النوري القصير مصطفى الذي تثقف وأحب الثقافة فكان أول صفاقسي بنى في صفاقس قاعة سينما جميلة ومقاعدها مريحةً، وبها في مؤخرتها شبه مقاصير خاصة للنساء والعائلات…وقد كانت في صفاقس قاعات سينما يملكها الأجانب…

كما نذكر بالتنويه آخر أبنائه عثمان الذي تعلم وفاز بشهادات عليا كان بها أستاذا جامعيا تشرّفه وتشرّف أباه وتشرّف أولاده الذين سلكوا طريق العلم كـ والدهم عثمان…

صاحبنا علي النوري القصير أنجب بنات، منهن خدوجة زوجة الشيخ العدل أحمد السلامي ووالدة المرحومين محمد والهادي والحبيب الذي تزوج بنت خاله الهادي، ومن بنات صاحبنا، حميدة، وعائشة، وزينب زوجة الجار الطيب المرحوم عبد الكافي بوعتور، ووحيدة زوجة رئيس النادي الرياضي الصفاقسي المرحوم التوفيق الزحاف، ولطيفة زوجة الصديق رجل التربية والتجارة والصناعة الهادي الزحاف….

طُرفة ‘الكي’

ولا ومن طرائف المعتقدات أن بعض النسوة يرين في بنات صاحبنا علي النوري القصير البركةً، فهن حفيدات الولي الصالح سيدي علي النوري، ولذلك كانت المرأة إذا مرضت أو فجعت تذهب لواحدة من بنات صاحبنا علي النوري القصير وتطلب منها أن تكويها، فالكي دواء، تأخذ المرأة النورية عودا رقيقا، وتشعل أعلاه، وبمجرد أن تطفئه تكوي به رقبة من جاءت تطلب الكي لها أو لولد من أولادها، وقبل أن تودع تهدي للنورية هدية رمزية من بيض الدجاج وغيره ولا تدفع نقودا…

غرس شجر الفستق

وقد امتاز صاحبنا علي بن أحمد حامد النوري بأنه فجر الماء بواسطةً ناعورة الرياح، في جنانه الذي يبعد عن سور مدينة صفاقس بأقل من ثلاثة أميال، وفي الجنان غرس شجر الفستق، والشجر أثمر ،وكانت العناية به متواصلةً…وأثبت بذلك ما يقوله بعض المؤرخين أن صفاقس بلد الفستق، ولكن بعد سنوات تخلى عنه صاحبه، وقلّت ثماره، ودخله الدخلاء، وبعض الأطفال يدخلونه لينزعوا من لحى شجر الفستق ما يجعلون منه علكة لذيذة…
هذا الجنان تم تقسيمه وبيع قطعا بنيت فيها دور سكنى عائلية….ولد صاحبنا علي بن أحمد حامد النوري في أواخر القرن التاسع عشر، وكانت له في صفاقس شهرة، وكان له في نهج ابن خلدون مكتب يدير فيه أملاكه وأعماله، ولما جاء أجله، سنة 1949…ودع الدنيا بما فيها، وودعه أهله وودعته صفاقس بالرحمة وحسن الذكر…
فبماذا سيذكره الأصدقاء وأصهاره وأحفاده لنزداد به معرفة وفهما…وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى