صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام عاشوا في صفاقس ثم ودعوا: عبد السلام الشرفي

sallami
كتب: محمد الحبيب السلامي

هذا الرجل…عبد السلام الشرفي تفتخر به صفاقس، في الصناعة والتجارة والطوابع البريدية…ولد بصفاقس سنة 1923…ولما بلغ سن الدراسة خرج من البيت ليتعلم، فتعلم في المدرسة الابتدائية، وتعلم في المعهد الثانوي…

من النظري إلى التطبيقي

سافر إلى فرنسا لينهل من الجامعة الدراسة العليا في التجارةً…ومن مرحلة النظري في التجارة في فرنسا عاد إلى صفاقس لتطبيق نظريات التجارة ففتح دكانا في نهج الجامع الكبير بصفاقس يبيع فيه ويشتري…ولعل الله أراد أن يوضع في امتحان مشاكل التجارة فتعرض دكانه لحريق كبير بقيت صفاقس تتحدث به…
فالحريق أتى على الدكان وكل ما فيه من بضاعة، وهذا يعني أن رأس ماله احترق، فماذا عليه أن يفعل؟…
اعتمد على ثقة التجار الكبار في العاصمة، فهم الذين كانوا يزودونه، وهم قرروا مواصلة تزويده وإعادة بناء دكانه اعتمادا على رأس ماله، وهو ثقته…
وبعثت الحياة من جديد في الدكّان فكان أفضل وأبهى مما كان، وتوفرت فيه السلع أكثر مما كان فيه…وفي ستة أشهر فقط سدّد التاجر عبد السلام الشرفي ما عليه من ديون…

من التجارة إلى الصناعة

ومن التجارة دخل عبد السلام الصناعة، فأسّس مع تجار ورأس المال في صفاقس مصنع الخطاف لصنع الظروف، وترأسه عبد السلام فبعث فيه حياةً وحركةً وتوفر منه لعدد من القاصرين في جمعية رعاية القاصرين شغل ومورد رزق، مدة…
ومن الخطاف حرك رأس المال في صفاقس فبعث الشرفي مصنع (سوتوبري) لصنع البنتوفل والأحذية المطاطية…ترأس هذه المؤسسة مدة فكسبت شهرة وكسب منها المساهمون فيها أرباحا…
وبكل أسف…بعد عبد السلام الشرفي أصيب مصنع الخطاف ومصنع سوتوبري بمشاكل بعد سنوات قضت عليهما…

الطوابع البريدية

فإذا قلنا: إن عبد السلام الشرفي كان رجل التجارة والصناعة في صفاقس فإن التاريخ يشهد له بأنه مع عبد الحميد المهيري أسسا في صفاقس ناديا لجمع وثقافة الطوابع البريدية…وحولهما بُعثت فروع، وبهذه الهواية العالمية حقق المشاركون ثقافة كبرى في التاريخ والجغرافيا…

فكل طابع بريدي من أي بلد ودولةً أقبل يدفع هاوي جمع الطوابع البريديةً لاستنطاقه موضوعا وتاريخا وجغرافية…والطابع البريدي وسيلة تواصل عالمي…ولذلك جمع عبد السلام الشرفي الكثير من الطوابع البريدية التي لها قيمتها العالمية، وكان في تونس أول تونسي له من الطوابع البريدية الي لها قيمتها…

ودع ورحل

ومن صفاقس سافر إلى تونس، وفيها توفي سنة 1999… وودعه أهله وأحبابه وأرباب التجارة والصناعة والطوابع البريدية في صفاقس وتونس وغيرها بالرحمة وحسن الذكر…فبماذا سيذكره الأصدقاء لنعرفه أكثر ونزداد به فهما وأنا أحب أن أفهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى