هل يؤدي إغلاق الطريق التجاري عبر باب المندب والبحر الأحمر إلى تضاعف سعر النفط؟

هل هذا ما كان يخشى منه الغرب في حال توسع الحرب على غزة؟ أم أن أحدا لم يتوقع أن يتمكن أحد أفقر البلدان في العالم من قطع النفط والغاز عن أغنى مناطق العالم؟
ما يحدث قد لا توجد له سابقة في التاريخ الحديث، وإذا اعتمدنا على البورصات كمؤشر، يبدو أن الدول الغربية مقتنعة أن هذه المسألة لن تدوم.
إلا أن في يوم الاثنين الماضي، 18 ديسمبر 2023، ولأول مرة، بدأت بعض الأوساط تخشى من احتمال أن يدوم المؤقت، إذ أوقفت أربع شركات ملاحة بحرية كبرى، تنقل أكثر من 50% من السلع في العالم عبر البحر، استخدامها لطريق البحر الأحمر الذي يصل الدول الأسيوية بأوروبا عبر قناة السويس، وتمر فيه 10% من التجارة البحرية العالمية، وخاصة النفط والغاز، مما أدى إلى ارتفاع أسعارهما حوالي 4% نهار الاثنين.
ومن الجدير بالذكر أن الثورة الإيرانية، التي لم تخفض إنتاج النفط أكثر من 4% عام 1979، أدت إلى مضاعفة سعر البرميل، وأدت إلى أزمة اقتصادية في الغرب، أما المقاطعة في حرب أكتوبر عام 1973، والتي لم تدم أكثر من 4 أشهر، فقد أدت إلى ارتفاع سعر البرميل أربعة أضعاف.
الصدمات النفطية السابقة أدت إلى انكماش اقتصادي في أوروبا، في كل منها، وإلى ارتفاع التضخم وإلى ركود في الاقتصاد الأميركي.
وإذا دام الإغلاق، ولو جزئي، للبحر الأحمر فان أوروبا ستدخل في مرحلة انكماش اقتصادي على الأرجح، خاصة وأن النفط والغاز الروسي يذهب إلى شرق أسيا، أما الولايات المتحدة ستتأثر بصورة أقل من السابق لأنها تنتج حاليا 13.1 مليون برميل يوميا، أي ما يكفي حاجتها مع فائض يمكن تصديره.