مركز ‘أول خطوة’ للتكوين والتأهيل والمرافقة بالمنستير: آمال الشباب من كلا الجنسين من ذوي الاحتياجات الخصوصية’

مركز ‘أول خطوة’ للتكوين والتأهيل والمرافقة بالمنستير لباعثه السيد خالد بن بلقاسم، وهو أستاذ لغة فرنسية، وإطار تربوي تكوين تربية مختصة في التعامل مع الأطفال من ذوي الاحتياجات الخصوصية، وهو خريّج كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة…
درّس في العديد من المدارس والمعاهد الوطنية بكل من قصر هلال والمنستير، وصاحب مركز تكوين ذوي الاحتياجات الخصوصية..يقول محدّثنا: بالأوّل كانت فكرة زوجتي السيدة ألفة بوغلاب لبعث هذا المشروع وهو إطار سامي خريجة كليّة الطب بصفاقس، وهي تقني سامي في اختصاص أطفال التوّحد، تولّت بعث مركز خاص بأطفال التوّحد بالمنستير سنة 2016، فكانت الانطلاقة متميزة بإقبال كبير من الأولياء بالجهة، وقد كلّل هذا المشروع بالنجاح رغم أن البداية كانت من طرف واحد وهي السيدة ألفة، ممّا شجعني على هذا القطاع بالاستثمار في مجال ذوي الاحتياجات الخصوصية إضافة إلى تكويني الأكاديمي، وكانت انطلاقتي من مفهوم التأهيل المبكر للأطفال المعوقين..
وقد لعبت العوامل الاجتماعية والنفسية والثقافية دورا كبيرا في تحسين وتطوير مقاييس فحص وتوصيف نشوء وتطورات الإعاقة بمختلف أنواعها تحت إشرافي وبمعية إطار تربوي في هذا الإختصاص المتكون من 7 إطارات لهم من الكفاءة العليا في هذا المجال، لمعرفة وكشف الكثير من مسبّبات الإعاقة العقلية التي انجرّت عن الإهمال والإغفال الاجتماعي كـ التغذية الخاطئة للطفل، وإخفاق طرق التعليم وأساليب المناهج التربوية الخاصة…فعدم الاهتمام بالإعاقة ومعالجتها مبكرا عند الأطفال يؤدي إلى تأصلها عند الطفل ممّا يعيق نموّه ونضجه..وتأخذ الإعاقة أشكالا وأبعادا مختلفة وتسبب تعقيدات كبيرة منها الاضطرابات النفسية والاجتماعية….
ورغم عديد الصعوبات التي اعترضت سبيلنا فإن المشروع كان ناجحا، فعملنا على تطويره ببعث مركز جديد بمدينة الساحلين من ولاية المنستير سنة 2021، ويعتبر هذا الإنجاز المتميز المركز الثاني على مستوى الجمهورية التونسية من حيث النتائج الإيجابية التي أعطت دفعا قويا لجميع الأولياء بإقبالهم على هذا المعلم التربوي التكويني العلمي والإنساني…
أيضا هناك رضا وفرحة لا توصف لتطوير الحالات النفسية لأبنائهم والعقلية، وهذه النتائج تنمو فقط ضمن العائلة والعلاقات الاجتماعية الطبيعية تُنمي مشاعر وأحاسيس الطفل عن قُرب، وتوّفر له ارتباطات انسانية بالآخرين ليتمكنوا من تجاوز العجز التام بالرعاية السريرية، وهي مسألة مهمة جدا في هذه الحالة لكل تربوي، حيث يجد كل شخص معوّق ـ منهم من يعاني من إعاقة مزدوجة ـ فرصتهم في التأهيل لممارسة حقهم الطبيعي في المشاركة حتى ولو بجزء بسيط في الحياةة عبر طرق وأساليب تربوية حديثة وجديدة في الحياة..
بالاضافة إلى ما تنتجه العلوم والتقنية الحديثة من أدوات ومواد مساعدة لتسهيل حياة المعاق حيث أن التأهيل المبكر للطفل التوحدي هي عملية تربوية تتضافر خلالها الخبرات التخصصية المختلفة وهو مفهوم يتضمن الاجراءات العلاجية التي تتخذّ عند تشخيص هذه الإعاقة…
حاليا يوجد بالمركز 20 تلميذا تقريبا، ونوّفر لهم جميع المستلزمات الضرورية، كما يوجد بهذا الفضاء الأعمال التالي: التكوين في النجارة ـ الخياطة ـ الاعلامية ـ صناعة الفخار ـ الطبخ ـ نوادي موسيقية، رياضية وترفيهية.
التلاميذ جميعهم من المناطق المجاورة لمدينة الساحلين بكل من سوسة ـ صيّادة ـ سيدي عامل ـ الوردانين ـ المنستير..
إن هدف المركز يتمثل في إدماج هؤلاء ذوي الاحتياجات الخصوصية في المجتمع وسوق الشغل حتى لا يبقى أحد منهم عالة على غيره، ومن أهل الاجراءات المتخذة في هذا المجال التشخيص المبكر للإعاقة حيث يتوقف نجاح التأهيل المبكر على التعاون التام بين العائلة وأصحاب الاختصاص حيث تلعب العائلة دورا مهما يتعلق فقط بتنفيذ التعليمات الطبية فحسب، وإنما بالمشاركة الفعّالة في العملية التربوية، أيضا كذلك علماء النفس وإطارات البحث العلمي والإجتماعي من أطباء علم النفس المدنية الخاصة بالأطفال المعوقين والالتفات إلى هذه المهمة الانسانية على حد السواء….