محمد الحبيب السلامي يحب أن يفهم/ أعلام من صفاقس (24): ناشر العلم والثقافة محمد العش…بين قرنين

كتب: محمد الحبيب السلامي
…هو صفاقسي الأصل والولادة، قضى من عمره سنوات في القرن التاسع عشر وطوى أغلب سنوات عمره في القرن العشرين…بسط الله له الرزق فأنفق الكثير منه فيما ينفع العباد والبلاد…
مدرسة راقية
بنى مساجد في ساقية الداير وجبنيانة وغيرها، وأسّس المدارس القرآنية في مدينة صفاقس وساقية الداير وجبنيانة وغيرها…ومن المدارس التي أسّسها وبناها ورعاها وأنفق عليها (مدرسة الهلال) في ساحة ‘بربروس’…
فقد كان يكسو تلاميذها، ويقدم لهم الأدوات المدرسية، ويكرّم النجباء منهم بمنح ولذلك تم الإقبال عليها…وضع إدارتها بيد صهره الشيخ محمد غربال، وبرز من معلميها معلم السنة الأولى المربي المختار دريدة، كما ذاعت شهرة معلم العربية الأديب الشيخ عبد السلام التركي ومعلم الفرنسية محمود غربال…
وتاريخ صفاقس يشهد أن الكثير ممن واصلوا الدراسة في الكليات الفرنسية ووصلوا في تونس إلى الريادة والقيادة كانوا ممن قطعوا مرحلة التعليم الابتدائي بمدرسةً الهلال…
صاحب ذوق وإحساس
وكان محمد العش يعيش عصره وصاحب ذوق وإحساس ولذلك شجع صديقه البشير البش والد الممثل عبد السلام البش على الإنشاد فأسّس فرقة السلامية، وشجعه على التمثيل فكان ممثلا وقدم مسرحيات على خشبة مسرح صفاقس في نور عصره…
كان يشكر الله على ما أنعم عليه من ثروة ولذلك كان حريصا على الزكاة فلا ينسى حق الفقراء في ماله الذي هو مال الله…لما حان أجله وودع دنياه ودعته صفاقس وداع رحمة وتقدير، وودعه ورثته الذين ترك لهم من المال ما جعل الأولاد والأحفاد يضيفون بما ورثوا ثروات، ويشجعهم على مواصلة الدراسة فكان الكثير منهم بالعلم أعلاما…
واليوم في صفاقس وفي غيرها أغنياء مثل المرحوم محمد العش فهل أسسوا بثرواتهم وحسن تدبيرهم ما يرضي الله، وينفع البلاد والعباد؟
أسأل وأحب أن أفهم…