مولودية بوسالم : التحضيرات في الهوارية … التتويج في قليبية واللقب افريقي…

هي معجزة كروية، هي سابقة رياضية لم تحدث على مر التاريخ في بلادنا ، هي جمعية مولودية بوسالم الحاصلة على المرتبة الخامسة في البطولة التونسية وعلى كاس الجامعة…
كاد الموسم ينتهي..
لو نرجع قليلا الى الوراء نجزم ان موسم المولودية انتهى بعد حصوله على كأس الجامعة واللاعبون غادروا الى مدنهم الاصلية في اجازة مطولة ، والجميع كان ينتظر مشاركة ثلاثة فرق اصحاب المراكز الثلاثة الاولى ، الترجي والنجم الساحلي والنادي الصفاقسي باقتراح من الجامعة طبعا لكن جرت الرياح بما لم تشتهيه الجامعة واشتهته جمعية مولودية بوسالم بعد اعتذار الثلاثي وخاصة الترجي الذي راهنت عليه الجامعة للثار من خسارته للقب الافريقي في السنة الماضية، لكنه خيب امالها و امال محبيه،والتجات الجامعة الى مستقبل المرسى و مولودية بوسالم لحفظ ماء الوجه وهي الجهة المنظمة للبطوبة الافريقية..
حركة ذكية
وانطلقت رحلة البحث عن المستحيل للمولودية بتحضيرات مكثفة في القاعة المغطاة بالهوارية وهي حركة ذكية جدا من ادارة المولودية و مدرب الفريق لمعرفتهم الدقيقة بالاجواء الرياضية في الهوارية وجمهورها المضمون لتشجيعها لتواجد حوالي سبعة لاعبين ينشطون مع الفريق من ابناء نسر الهوارية تم التفريط فيهم منذ سنوات لقلة ذات اليد .
فريق رابح
عند انطلاق البطولة الافريقية اختارت المولودية لعب مقابلاتها في الدور الاول والثاني في الهوارية وبتشجيع كبير من جمهور نسر الهوارية تغلبت المولودية على منافسيها بدون عناء حتى وصولها الى الدور الربع النهائي وانتصرت على مستقبل المرسى وبدا الامل يقترب رويدا رويدا لتحقيق انجاز ما لكنه غير معروف بعد، في حين كان كبار القوم في الكرة الطائرة يتكهنون بدور نهائي بين الزمالك المصري و مستقبل المرسى قبل انطلاق فعاليات التظاهرة الافريقية وتناسوا ان هناك عقلا مدبرا اسمه مصباح المحمودي يصول ويجول على بنك اللاعبين يرتدي القميص الاصفر والاسود ومسجل على ورقات التحكيم في كل المقابلات يزود اللاعبين بالماء و النصائح والتصفيق رغم انه رئيس الجمعية ، يقابله على خط التماس لارضية الملعب مدرب خدام بلا شوشرة ولا بهرج غير معروف على الساحة التونسية بقدر ما هو معروف على الساحة الخليجية والقابه وتتويجاته تتحدث عنه هو المدرب هيثم الوسلاتي الذي قيل المهمة بلا تردد وراهن على لاعبيه كما راهن عليه رئيس الجمعية…
لقب تاريخي
وبهذا التناغم لم يبق الا الفوز على فريق ميناء دوالا الكامروني في النصف النهائي والبقية شاهدها كل العالم كيف عانقت المولودية المستحيل وفازت على الزمالك المصري وسط دهشة الجميع من متفرجين في قاعة عيسى بن نصر بقليبية او من تسمر امام الشاشات التلفزية احدثت رجة كروية قوامها 8 درجات على سلم الكرة الطائرة من تونس الى مصر ثم الى العالم كله في غياب تام لكبار سلطة الاشراف من وزير ووالية لان الجميع لم يكن يتصور حصول المولودية على انجاز تاريخي سيخلد اسمها في تاريخ اللعبة.
عزوز عبد الهادي