صالون الصريح

محمد الحبيب السلامي يقدم تراجم أعلام (15): الشيخ بلحسن الكراي شهر (الخموسي)

كتب: محمد الحبيب السلامي

…هو أبو الحسن بن بوبكر من أحفاد سيدي علي الكراي…شهر (الخموسي) ولذلك قصة تروى…فقد اختلف في عهده الأخوان علي ومحمد باي على كرسي الحكم بعد موت أبيهما مراد فتقاتلا، اغتنم القائد ابن عطية الفرصة فاحتل صفاقس، ونكل بأهاليها، ففروا من بطشه لزاوية الشيخ سيدي علي الكراي…

فلحق بهم، ونهب ما عندهم وأخرجهم مهانين، وكان من بينهم الشيخ أبي الحسن الكراي فجرّه جرا، فتوجه  الشيخ إلى الله يدعوه للانتقام من الظالم، ويقول التاريخ…تغلب الباي محمد على أخيه علي…وعلم الباي ما فعل ابن عطية بأهالي صفاقس فأرسل إليه القائد الانكشاري، فوجده قد احتمى بجامع سيدي علي الكراي، فأخذه وقيده، وجرّه في الشوارع… وفرح الناس وأيقنوا أن دعوات سيدي بلحسن على الظالم نافذة بعد خمس….ولذلك سموه (الخموسي)…

ولد بصفاقس سنة 1624….فلما تهيأ لطلب العلم اتصل بكبار العلماء في الجامع الكبير، ثم سافر إلى القاهرة يستزيد من علماء الأزهر…ورجع يحمل من بعضهم إجازات، فبنى جامعا ينشر فيه العلم ويتصل به العلماء، وكان من بينهم سيدي علي النوري…
كما جلس في حلقة دروسه شاب مغربي قادم من مراكش، فاستنجبه وقرّبه منه…وكان الشيخ قد ألف موشحات ينشدها مع مريديه، وساعده في ذلك تلميذه محمد المراكشي….
وألف الشيخ وظيفة تصوّف فيها الذكر والدعاء، وأرسلها إلى شيخ في الأزهر يشرحها فوافق وفعل، وصارت الوظيفة تتلى إلى اليوم بالجامع في الموعد الأسبوعي…
ولما أحس الشيخ بقرب دنو أجله أوصى الشيخ المراكشي بالجامع وبأرزاقه في صفاقس والساحل…توفي الشيخ سنة 1704 فدفنه المراكشي في الجامع، ورثاه بقصيدةً صادقة معبرةً….رحمه الله…والله الموفق

وإلى غد إن شاء الله… 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى