صالون الصريح

يوسف الرّمادي يكتب: أنا وكرة القدم في أمريكا…

Youssef Remadi
كتب: يوسف الرّمادي

بمناسبة إقامة كأس العالم للأندية بصيغتها الجديدة في الولايات المتّحدة الأمريكية ألحّت عليّ الذاكرة أن أرجع لصائفة سنة 1966 حيث وقع عليّ الاختيار من قبل وزارة الشباب والرياضة لأمثّل الشباب التونسي في التربّص التكويني الذي أقيم لمدّة ثلاثة أشهر بـ أمريكا، وبالضبط في ولاية نيو مكسيكو التي عاصمتها “ألباكركي »…

وقد وقع عليّ الاختيار بصفتي ناشط ومنشّط في دا ر شباب رادس وهي أوّل دار شباب فتحت أبوابها لتستقبل الشباب في تونس وسأعود للحديث عنها وعن نشاطها في مناسبة قريبة.

أيام في نيو مكسيكو
im 1
لنرجع الآن للولايات المتحدة وتحديدا لـ ولاية نيومكسيكو حيث أقيم التربّّص المسمى “الرياضة العالميّ لتكوين إطارات الشباب’ وقد شارك فيه ما يزيد عن 100 شاب من القارتين الإفريقيّة وأمريكا اللاتنيّة، وسوف أتحدّث في مناسبة أخرى عن محتوى وبرنامج هذا التربّص التكويني.

الرياضة في الجامعات

أمّا اليوم وبمناسبة إقامة كأس العالم للأنديّة في الولايات المتحدة فأردت أن أذكّر أنّ كرة القدم في الولايات المتّحدة وقتها (1966) كانت في بدايتها وتمارس في الجامعات، وهذه من خصوصيات أمريكا أنّ أقوى الرياضات تُمارس في الجامعات وأنّ أقوى المباريات هي التي تدور بين جامعات الولايات المختلفة إذ تجلب جماهير غفيرة…

وقد صادف أن دخلنا إلى مدينة كبيرة فلم يعترضنا فيها أحد فَقِيلَ لنا كلّ السكّان كبارا وصغارا شيبا وشباب ذهبوا لمشاهدة مباراة في كرة السلّة بين جامعتين متنافستين.

تكوين فريق كرة قدم

وبما أنّ أغلب المتربّصين من إفريقيا وأمريكا الجنوبيّة القارتين المشهورتين بكرة القدم فقد عمد القائمون على التربّص إلى تكوين فريق كرة قدم ونسّقوا لنُجري مباريات مع الجامعات، فكنّا كلّ آخر الأسبوع نخرج من مكان التربّص لزيارة منطقة من المناطق المشهورة لكن قبل ذلك يبرمج لنا مباراة مع إحدى الجامعات التي هي في طريقنا وتلعب هنالك أمام جماهير كبيرة من الطلبة.

وكانت هذه المقابلات تختلف من حيث الصعوبة فعندما يكون بالجامعة طلبة من أمريكا اللاتنيّة تكون المباراة صعبة ونجد صعوبة للانتصار أو التعادل مثل ما كان ذلك في مباراتنا مع جامعة “ألْبِكَرْكِي” أمّا الجامعات الأخرى مثل “أكادميّة الطيران بـ »كولورادو” فقد كان الطيارين أبناء الأكادميّة حديثي عهد بكرة القدم وقد ينزل بعضهم بخوذة كرة القدم الأمريكيّة وكنّا ننتصر بسهولة تامة.

انتشار الكرة في أمريكا

ومن هنا أليس من حقّي أن أقول أنّ لي بعض الفضل في انتشار كرة القدم في الولايات المتحدة لتقيم اليوم بطول كأس العالم للأندية أي أنّ كرة القدم صار لها منشآتها وجمهورها بعد أن كانت تلعب في الملاعب كرة القدم الأمريكيّة بعد تجهيزها بمرمى كرة القدم؟

ثمّ ومن الخلال الصورة المصاحبة نرى أنّ الملعب كان معشّبا وكان العشب لم يدخل لتونس بعد…
أَ فَلَيْسَ من حقّي أن أقول أنّي من الأوائل في تونس الذي كان لعب على ملعب معشّب إذا استثنينا ـ تقريبا ـ “مختار بن ناصف” الذي لعب في فرنسا عندما رجع لتونس انضمّ للنادي البنزرتي و “حمّادي هنيّة” الذي انتقل من نادي حمّام الأنف للعب بفريق فرنسي… ؟

مباراة باردة!

أمّا عن أوّل مباراة شاهدتها بين باريس سان جيرمان وأتلتيكو مدريد فقد كانت باردة برودة الأمريكان رغم أنّ الطقس كان شديد الحرارة فلم نرى ولم نسمع ما اعتدنا عليه في مثل هذه المقابلات التي تتميّز فيها الجماهير بصياحها وتشجيعها رغم أنّ عددها في هذه المباراة لم يكن قليل قد غصّ الملعب بالجماهير، كما لاحظت أنّ الميدان كان فسيحا جدّا ولعلّ “الأمريكان” اختاروا لملاعبهم المقاس الأقصى المسموح به من طرف “الفيفا” وهذا لا أستغربه منهم إذ هم ميّالون للمجهود الأكبر في كلّ الرياضات.

شكرا لجمهور الترجي

وبينما كل التونسييّن يترقّبون مباراة الترجي لا يسعني ـ وأنا الذي كنت دائما من الناقدين لجمهور الترجي ـ أن أنوّه بتلك الوقفة الجريئة التي نفّدتها جماهير الترجي في فيلادلفيا، وهي رافعة علم فلسطين هذا المشهد الذي تقشعرّ له الأبدان هو تعبير صادق عن المثل الفرنسي القائل “الجمع بين المفيد والممتع »… فشكرا من كلّ قلبي وقلب كلّ تونسي وكلّ عربي لهذا الجمهور الواعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى