وفاة المخرج والمنتج السينمائي الجزائري محمد لخضر حمينة

توفي يوم أمس الجمعة 23 ماي 2025 المخرج والمنتج السّينمائي الجزائري محمد لخضر حمينة عن عمر ناهز 95 عامًا، على ما أعلنت عائلته، وهو العربي والإفريقي الوحيد الذي فاز بالسعفة الذهبية في مهرجان “كان” السّينمائي.
إرث سينمائي كبير
وكتب أولاد المخرج الراحل في بيان إنّ لخضر حمينة “توفي في منزله بالجزائر العاصمة عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، تاركًا وراءه إرثًا سينمائيًا لا يقدر بثمن”، مشيدين بـ”رؤيته الفريدة التي طبعت تاريخ السينما”.
وأشارت العائلة إلى أنّ محمد لخضر حمينة تمكن من إقامة “جسر ثقافي فعلي بين الجنوب والغرب، فأصبح بذلك صوت العالم الثالث وبلده، مدى 40 عامًا تقريبًا”.
فاز بجائزة مهرجان ‘كان’
ومحمد لخضر حمينة هو أحد المخرجين الأفارقة والعرب القلائل الذين نافسوا أربع مرات في مسابقة مهرجان كان السينمائي، وفاز بجائزتين رئيسيتين في المهرجان العالمي.
والجائزتان هما جائزة أفضل فيلم أول عن “ريح الأوراس”، وجائزة السعفة الذهبية العريقة عن فيلم “وقائع سنوات الجمر” في 1975.
رائعة “وقائع سنوات الجمر”
وشهد مهرجان كان هذه السنة، لفتة تكريمية لحمينة من خلال عرض نسخة “فور كاي” من فيلم “وقائع سنوات الجمر”، ضمن برنامج فئة “كان كلاسيكس”.
وبفضل فيلم “وقائع سنوات الجمر”، حقّق المخرج الجزائري شهرة على المستوى العالمي.
وأكدت عائلة المخرج في بيانها أنّه كان “أحد آخر عظماء السينما الملحمية والشاعرية، وترك بصمة لا تمحى على مهرجان كان السينمائي الدولي وعلى السينما عمومًا”.
تعزية من تبّون
وفي رسالة تعزية، عبّر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبّون عن “بالغ الحزن والأسى” بوفاة من وصفه بـ”عملاق السينما العالمية” الذي ترك “بصمة خالدة في تاريخ السينما”.
وأشار تبون إلى أنّ “رائعة” وقائع سنوات الجمر “فتحت عيون العالم عن قطعة من معاناة الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار”.
وقال تبون: “قبل أن يكون مخرجًا عالميًا مبدعًا ترك بصمة خالدة في تاريخ السينما العالمية، كان مجاهدًا أبيًا، ساهم في تحرير بلاده بما نقل من صور ومشاهد عرّفت البشرية ببطولات الثورة التحريرية المظفّرة”.
وشكّل النضال من أجل استقلال الجزائر محور فيلم “وقائع سنوات الجمر” الذي يتناول من عام 1939 إلى عام 1954، ولادة أمّة ورحلة الشعب الجزائري وصولًا إلى اندلاع الحرب ضد الاستعمار الفرنسي وحرب الاستقلال (1654-1962).
مسيرة حافلة
وُلد محمد لخضر حمينة في 26 فيفري1934 بالمسيلة في الأوراس شمال شرق الجزائر، في عائلة فلاحين متواضعة الحال. وتلقى دراسته في كلية زراعية، ثم درس في فرنسا وتحديدًا في “أنتيب” حيث التقى بزوجته، أم أولاده الأربعة.
عاش في تونس
خلال حرب الجزائر، خطف الجيش الفرنسي والده وعذّبه قبل قتله. وانضم حمينة شخصيًا في 1958 إلى صفوف المقاومة الجزائرية في تونس.
وتعلّم حمينة السينما بالممارسة، عن طريق تدريبٍ في إحدى القنوات التونسية قبل الشروع في أفلامه القصيرة الأولى. وبدأ مسيرته كمخرج في 1964 مع فيلم “لكن في أحد أيام نوفمبر” الوثائقي.
وخلال مسيرته الفنية الممتدة 50 عامًا (1964-2014)، أخرج فيلمًا وثائقيًا و7 أفلام أخرى هي: رياح الأوراس (1966)، وحسان طيرو (1968)، وديسمبر (1973)، ووقائع سنوات الجمر (1975)، ورياح رملية (1982)، والصورة الأخيرة (1986)، وشفق الظلال (2014).