فنون

وفاء الطبوبي: مسرحية “آخر مرّة” دعوة إلى الحب والتحاور بين الرجل والمرأة

تستعدّ الكاتبة والمخرجة التونسية وفاء الطبوبي لتقديم مسرحيتها “آخر مرّة” في باريس في دار تونس يومي 3 و4 مارس المقبل.
مسرحية” آخر مرة” من بطولة أسامة كوشكار ومريم بن حميدة، وتدور أحداثها حول امرأة ورجل يعيشان صراعا رغم التواصل بينهما ناجم عن العزلة والخوف والشك، وتتناول العنف المسلط على المرأة بكافة أشكاله.
هذه المسرحية التي فازت بالعديد من الجوائز منها جائزة أفضل عمل متكامل في أيام قرطاج المسرحية 2021.
بعد حفاوة جوائز المهرجانات المسرحية العربية، وجائزة التانيت الذهبي لأيام قرطاج المسرحية، وتتويجات في القاهرة وبغداد، وصلت إلى مسرح “المدينة” في بيروت مسرحية “آخر مرة” هذا الشّهر ولاقت نجاحا ملفتا للانتباه.

دعوة إلى الحب والتحاور

تقول وفاء الطبّوبي إنّ المسرحية دعوة إلى الحبّ والتّحاور بين الرّجل والمرأة.
وتلخّص مسرحية “آخر مرة” صورة واقع العلاقة الملتبسة بين المرأة والرجل في ثلاثة فصول، أضافت عليها وفاء الطبوبي الخصوصية المحلية المأزومة عبر موروثاتها والتي تعود وتبرز بشكل نافر مع كل تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية تشهدها المجتمعات العربية.
في الفصل الأول الـ”هو” والـ”هي” في معترك العمل اليومي والدائرة المهنية المغلقة بقبضة النفوذ الذكوري، الذي ينكر قدرة المرأة ومهاراتها. المدير الذي صعد إلى منصبه بدعم من منظومة المحسوبيات ومن خارج شروط المهنية والكفاءة، يصطدم بسكرتيرته التي تتفوّق عليه في وعيها المعرفي والعلمي، وهي الحائزة على شهادة دكتوراه في مجالها، لكن واقعها وظروفها الاجتماعية يجبرانها على العمل تحت نفوذ المدير ونزقه وفائض قوته التي، تنتهي بعد حوار عاصف بفعل تحرّش وحشي في مشهد آسر، أبرزت فيه المخرجة وفاء الطبوبي قدراتها التخيّلية والجمالية على خشبة المسرح.
في الفصل الثاني يصبح الـ”هو”، الابن الهش، وتتحوّل طاولة العمل إلى مطبخ أمّ، وسطوة سكينها المسلط على رعونة الابن وبطالته. “هو” المدمّر والمستسلم للإدمان والعاجز على بناء استقلاليته، و”هي” الأم سليطة اللسان وصاحبة القرار والتي لم تيأس من محاولة جعل الابن نسخة مكرّرة عنها، متسلّحة بنفوذ وسيطرة الأم المعيلة أمام ولد يحاول التحرّر من سطوة الوالدين. الابن المسجون في هشاشة الواقع المسيّج بالنميمة والبطالة والإدمان، ينتهي، بعد حوار مشابه لعنف مشهدية الفصل الأول، إلى عملية قتل ذهنية أوديبية يائسة.
فيما تفرد المؤلفة والمخرجة وفاء الطبوبي في الفصل الثالث لبحث العلاقة بين زوجين، “هي” بمزاجيتها ومشاكلها ونقاط قوتها وضعفها و”هو” بدوره الضائع بين القوة والضعف، بين الحضور والتهميش والقمع الخارجي… علاقة حب متأجّجة تنتهي إلى رتابة يومية ولامبالاة، تفاصيل العمر ويومياته التي تحفر في الأعمار، كما تحفر في العلاقات المتروكة إلى قدَرها وإلى تغييبها عبر المسكوت عنه وأسراره التي تنفجر في العرض بحوار عنيف لفظي وحركة جسديّة ملتبسة بين الاتصال والانفصال تنتهي بطبق مسموم لعشاء زوجي أخير.
المصدر: وسائل إعلام عربية وفرنسية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى