الصريح الثقافي

‘هَلْوَساتٌ لا تُبْهِج’ قصص جزائرية تصدر في تونس..

صدر حديثا عن دار الشنفرى للنشر في تونس للقاص والمترجم والناقد والكاتب المسرحي الجزائري “جروه علاوه وهبي” مجموعة قصصية بعنوان “هلوسات لا تُبهِج” بغلاف للفنان السوري “رامي شعبو”.

من الواقع الجزائري

وقد ضمت المجموعة بعد الإهداء سبع قصص تستلهم واقع المجتمع الجزائري ماضيا وحاضرا (وخاصة في العشرية السوداء من القرن الماضي)، وذلك بمهارات تقنية لافتة في فن القصة القصيرة. وقد حملت القصص السبع العناوين التالية: “مَن قَتَلَ مَسعود الأعور؟”، “لَيْلَة حُزَّتْ الرؤوس”، “غُربَتي في مدينتي”، “جوانب خفيّة من خيانة بوكوس ليوغرطة”، “لا يهمّ اسمي”، إلى جانب عنوان القصة الذي صار عنوانا للمجموعة “هَلْوَساتٌ لا تُبْهِج”.
وقد وقعت هذه القصص في 108صفحات، قياس 15/21سم، ويمكن اقتناؤها حاليا من مكتبات العاصمة التونسية (مكتبة المعرفة – ساحة برشلونة، مكتبة العيون الصافية – خلف وزارة المرأة، ومكتبة الكتاب – شارع الحبيب بورقيبة) بثمن 17دينار تونسي للنسخة الواحدة.

مقتطف

ومن أجواء هذه المجموعة القصصية نقتطف هنا:
“كأنّنِي بِه يُوَجِّهُ طَعناتٍ بِسِكِّينٍ حادّةٍ إلى صَدْرِ الشيخِ مِمّا دَفَعَ جَماعَتَنا إلى إحْلالِ سَفْكِ دَمِهِ وَطَلَبِ رأسِهِ بأيِّ ثَمَن. كُنتُ الوسيطَ في ذلك، فأخبرْتُهُم بِمَواعيد عَمَلِه وخُرُوجِهِ مِن المُؤسَّسَةِ وبالطريق التي يسلكها في عَوْدته، وبِنَوْعِ سيّارتِه وَرَقمِها التّسَلْسُلِي، لكنّهم فاجَأوني حِينَ طَلبُوا مِنّي أنْ أكونَ معهُم في الكَمِينِ الذي نَصَبُوهُ لَهُ، يَومَها كانَ عَلَيهِ أنْ يَتأخَّرَ في مقَرِّ الجريدةِ بانتظارِ أخبارِ نَشْرَةِ الساعةِ الثّامنةِ نَظَراً لما سَيُعْلَن فيها مِن قراراتٍ هامّة.
نَصَبْنا له كميناً في أحَدِ المُنعَرَجات. عندما أوقفْنا سيَارته تفاجأَ أنَّني مع الجماعة، لقد لاحظتُ ذلكَ ورأيتُ نَظْرَةَ استغْرابٍ وَخَوْفٍ في عَيْنَيه، حِينَ جَذَبْناهُ مِن السيّارة وَرَبَطْنا يَدَيه خَلْفَ ظَهْرِهِ التَفَتَ نَحوِي وَنَظَرَ إلي نظرةً كَثُرَتْ مَعانيها، نظرةً مازالت تُلاحِقُني، ولا أظنّ أنّني سأتخلّصُ مِنْها. حِينَ أمْسَكْتُ بِرأسِهِ، بَعْدَ وُصُولِنا إلى ضِفّةِ الوادي اجْتاحَنِي إحساسٌ غريبٌ وأنا أرى بُروزَ رَقْبَتِهِ ونُتُوءَ عُروقِها وقد جحظَتْ عيناه، ورأيتُهُ يُتَمتِمُ، فلم أشكّ في أنّه يُشَهِّد، في الأوّل لم أقْوَ على ذَبْحِه، وكانت يدي تَرتَعِدُ وهي تُمْسِكُ بالسكِّين، فَلِأَوِّل مَرَّة في حَياتي سأذبَحُ إنساناً، ورغم ما كان يعتريه مِن خَوْفٍ تَمَكَّنَ مِن أن يَبْصقَ في وجهي هذه العِبارة مُتحدِّياً مُحْتَقِراً “نَفِّذْ ما هَدَّدْتَ بِهِ “, كُنْتُ في وقْتٍ سابِقٍ قد هَدَّدْتُه إبّانَ خُروجِنا مِن اجتماعٍ مع المدير العامّ، بأنّه يَسْتَحِقُّ الذَّبْحَ مِن خَلْف.
كانَ حَدُّ السكِّين على رقبتِه وما عَليَّ سِوى أنْ أضغَطَ حتّى تتمزّقَ العُرُوقُ ويَنْبَجِسُ الدَّمُ حارَّاً”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى