عالمية

‘هيومن رايتس’ تعلّق على خطّة ترامب لترحيل المهاجرين إلى ليبيا

حذرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من خطط إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل المهاجرين إلى ليبيا.

وأكدت المنظمة في تقرير صادر اليوم الجمعة 9 ماي 2025 على أن ذلك “ينتهك القانون الدولي” ويعرض المرحلين لخطر التعذيب وسوء المعاملة والانتهاكات الجسيمة، في بلد يعاني من الانقسام والفوضى وانعدام أبسط مقومات الحماية القانونية، حسب وصفها.
وذكرت المنظمة أن هناك “معلومات متقاطعة من وسائل إعلام أمريكية ومسؤولين حكوميين” تشير إلى نية الإدارة الأمريكية ترحيل عدد غير محدد من المهاجرين المحتجزين حاليا في مركز بولاية تكساس إلى ليبيا، رغم قرار قضائي صادر في 7 ماي يمنع هذا الإجراء، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حين سُئل عن الخطة، قال: “لا أعلم”!

جنسيات مختلفة

وأشارت “هيومن رايتس ووتش” إلى أن المهاجرين المشمولين بالترحيل يشملون جنسيات من الفلبين، فيتنام، لاوس، والمكسيك، وقد تم إبلاغ بعضهم شفويا، بل وقدمت أوراق رسمية لأحدهم تؤكد ترحيله إلى ليبيا.

نفي

وفي ردود رسمية، نفت حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس ووزارة خارجيتها أي تفاهم مع واشنطن بشأن استقبال هؤلاء المهاجرين، كما أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية في الشرق ووزارة خارجيتها بيانا مماثلا ينفي وجود أي اتفاق.

إدانة

وأدانت حنان صلاح، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المساعدة في المنظمة، ما وصفته بمحاولة “إجبار بلد مفكك كليبيا على استقبال محتجزين، بينما ترتكب فيه انتهاكات موثقة بحق المهاجرين”، مضيفة: “مراكز الاحتجاز هناك جحيم، والانتهاكات ممنهجة وتمارس من قبل جماعات مسلحة خارجة عن السيطرة”.
ويوثق التقرير سجلا من الانتهاكات المستمرة في ليبيا خلال العقدين الأخيرين، شملت التعذيب، الاعتقال التعسفي، والاعتداءات الجنسية، والقتل تحت التعذيب، والاختفاء القسري، وسط غياب تام للرقابة القضائية أو إمكانية الطعن على قرارات الاحتجاز.
كما أشار التقرير إلى أن ليبيا ليست طرفا في اتفاقية 1951 الخاصة بوضع اللاجئين، ولا تملك قانونا للجوء، ما يجعل أي عملية احتجاز لمهاجرين مرحلين إليها “غير قانونية وتعسفية” حسب المعايير الدولية.
وانتقدت المنظمة أيضا الاتحاد الأوروبي لتعاونه المستمر مع خفر السواحل الليبي، متهمة الدول الأوروبية بالتواطؤ في إعادة المهاجرين إلى مراكز احتجاز يتعرضون فيها للانتهاك، في خرق صارخ لحقوق الإنسان.
وأكدت المنظمة أن استخدام إدارة ترامب لقوانين مثل “قانون الأعداء الأجانب” لتبرير ترحيل جماعي لمهاجرين، دون مراعاة الحد الأدنى من الإجراءات القانونية أو حماية اللاجئين، يثير القلق بشأن مستقبل سياسات الهجرة الأمريكية.
وختمت “هيومن رايتس ووتش” بيانها بتساؤل حادّ: “إذا كانت ليبيا وجهة ممكنة لترحيل المحتجزين، فأي بلد على وجه الأرض سيكون مستبعدا من لائحة الترحيل؟”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى