جهات

هنا تطاوين: المخدرات غول ذو أنياب زرقاء..يهدد أبناءنا!

في تصريح أدلى به لـ الصريح أونلاين على هامش يوم إعلامي نظمته وزارة الأسرة المرأة والطفولة وكبار السن في إطار الخطة الوطنية الشاملة التي أطلقتها الوزارة مؤخرا للتصدي لظاهرة المخدرات…

أوضح المحسن الرحال المندوب الجهوي للمرأة والأسرة وكبار السن، أن التغيرات البيولوجية التي تطرأ على المراهقين تدفعهم إلى تجريب المخدرات والتي تكون تأثيراتها أشد خطورة على صغار السن، مما يستدعي يقظة الأسرة ومراقبتها لسلوكيات الأبناء.

تغيرات في السلوك

وأشار إلى أن عمليات الإدمان غالبا ما تظهر على شكل تغيرات في السلوك وانخفاض في الأداء الدراسي،لافتا أيضا إلى خطورة الإدمان الرقمي،خاصة على الهواتف والشاشات، لما له من آثار سلبية لا تقل أهمية عن إدمان المواد المخدرة.

تحولات مقلقة

وعن المعطيات المتوفرة حول الإدمان،كشف الرحال أن هناك تحولات مقلقة في السنوات الأخيرة،إذ لم يعد بدء سن التدخين عند المراهقين محصورا في سن 13، بل أصبح يبدأ في سن العاشرة.
كما تم زيادة ملحوظة في استهلاك الكحول بين التلاميذ، إلى جانب تضاعف استهلاك القنب الهندي (الزطلة) ثلاث مرات،والحبوب المخدرة أربع مرات مقارنة بالسنوات الماضية.مشددا على أهمية الحوار المستمر بين الأولياء وأبنائهم،خاصة خلال فترة المراهقة،بإعتباره خط الدفاع الأول في مواجهة تعاطي المخدرات.
من جانبنا،نرفع شعار ” نعم لحياة..خالية من تعاطي المخدرات” وندعو إلى رفع الوعي حول هذه المشكلة التي تمثل تحديا عالميا لما لها من تأثيرات وتداعيات متعددة وعميقة اجتماعيا وصحيا واقتصاديا ،كما يتوجب التحسيس بأهمية وضع سياسات وبرامج الوقاية وتوفير الدعم والعلاج من أجل خلق بيئة صحية وآمنة لجميع الأفراد والمجتمعات حول العالم.

معضلة كبرى

هذا،ويشارك في كل عام،أفراد ومجتمعات بأكملها ومختلف المنظمات في جميع أنحاء العالم في هذا الاحتفال العالمي (اليوم الدولي لمكافحة المخدرات) لزيادة الوعي بهذه المعضلة الكبرى التي تمثلها المخدرات غير المشروعة للمجتمع حيث يصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة كل عام التقرير العالمي عن المخدرات وهو حافل بالإحصاءات الرئيسية والبيانات الواقعية التي يتم الحصول عليها من خلال المصادر الرسمية ويتبع نهجا وبحوثا قائمة على العلم.كما يواصل المكتب توفير الحقائق والحلول العملية لمعالجة مشكلة المخدرات العالمية الراهنة، ويظل ملتزما بتحقيق رؤية الصحة للجميع تستند إلى العلم بغية إنقاذ الأرواح.

تضييق الخناق

وطنيا ما تزال السلطات الأمنية تسعى جاهدة إلى تضييق الخناق على شبكات الاتجار بهذه السموم ومروّجي المخدرات لاسيما في محيط المؤسسات التعليمية الذي اصبح مستباحا امام هذه الشبكات نظرا لسهولة استقطاب التلاميذ حيث سجّلت البلاد في الأعوام الأخيرة زيادة في نسب الإدمان والعنف في المدارس مما جعل العديد من المختصين والمنظمات المدنية تدق ناقوس الخطر مطالبة بحماية اليافعين من شبكات الجريمة التي تنشط في محيط المنشآت التي يرتادها التلاميذ…

ارتفاع كبير

وقد اكد في العديد من المناسبات الدكتور عبد المجيد الزحاف رئيس الجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيا ومعالجة الإدمان على المخدرات أن نسبة الأطفال المدمنين على المخدرات شهدت ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة،في صفوف الجنسين،وهي مؤشرات وصفها بـ« المفزعة» مقدّرا عدد الأطفال المتعاطين للقنب الهندي ما بين 300 و400 ألف شخص، ونحو 800 الف طفل متعاطٍ للحبوب المخدرة،و40 ألف طفل يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن منتقدا الإطار القانوني التونسي الذي لا ينص على علاج الإدمان وغياب مراكز علاج عمومية،واللجوء مباشرة إلى العقوبات الزجرية.

متابعة: محمد المحسن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى