صالون الصريح

هل تعرفون ما اسم شيخي الذي لم التق به؟

كتب: صالح الحاجة

تمنيت ان القاه …واصاحبه ويصاحبني
…وارافقه ويرافقني …واجالسه ويجالسني …واحادثه
واحادثه …ولكنني تاخرت 14 قرنا عن الموعد فلم التق به
…وحرمتني الاقدار من ان اراه …واتعلم منه …واتتلمذ على
يديه …وانتفع ببركاته …
لقد احببته حبا لا يوصف وكانه ولي حميم …وكانه اب
او عم او خال او قريب اونسيب …وهو من
ابرز الشخصيات التاريخية التي فتنت بها …وقد احببته من
المرة الاولى التي قرات فيها عنه …ولم يات هذا الحب
بالتدرج …لقد وجدت نفسي اسبح في بحيرة تقواه
وايمانه وعلمه وتعبده منذ ان اقتربت من بحيرته …وظللت
احلم بلقياه …ومن شدة ارتباطي الوجداني به اكاد اراه
…وعايشته معايتشي للكائنات الحية …انني اعيش معه وكاْنه
حي يرزق ..فهو يقيم في ضميري …ومشاعري …وكياني

هل تعرفون مااسم شيخي هذا …
انه ورقة بن نوفل الذي تاخرت عن موعد اللقاء به فلم
احضر تلك اللحظة الفارقة الرهيبة التي تنبا فيها لسيدنا
وحبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم بنبوته …
اه …ثم اه كم تمنيت ان اعيش تلك اللحظة العظيمة
عندما جاءته السيدة خديجة ( ابنة عمه ) تعرض عليه
امر زوجها الذي حدث له حدث سيزلزل الدنيا بعد حين …
قال المحثون ورواة السيرة : فانطلقت به خديجة حتى
اتت به ورقة بن نوفل بن اسد بن عبد العزي وقالت له :
ياابن العم اسمع اخيك …فساله ورقة : ياابن اخي ماذا ترى

؟…فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر ما
راى …فقال له ورقة : هذا الناموس الذي انزله الله على
موسى صلى الله عليه وسلم ..ياليتني فيه جذع …ليتني
اكون حيا اذ يخرجك قومك …فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : او مخرجي هم …قال : نعم …لم يات رجل قط بمثل
ماجئت الا عودي وان يدركني يومك انصرك نصرا مؤزرا

كم وددت ان اشهد هذا المشهد العظيم واسمع من ورقة
ما لم يتنبا به سواه وهي النبوءة الصادقة التي تؤكد ان ورقة
من احباب الله …وان ايمانه بالله بلغ المبلغ الذي مكنه من
ان يرى بنور الله وهو الكفيف الضعيف الطاعن في السن
الزاهد المتعبد منذ نعومة اظافره وهو الذي كان يعيش بجسده
على الارض وبروحه التي تسبح في السماء وفي ملكوت الله
تسبح باسمه… وتوحد وجوده وتتمرد على عبادة الاوثان
والاصنام …وكان يقضي معظم وقته في الكعبة يتعبد
..ويذكر الله …ويتامل …ويردد دائما : اللهم
الاهي الاه ابراهيم …وديني دين ابراهيم …
وكان قبل ان يفقد بصره يقرا في الكتب الاولى …كتب
التوراة والانجيل …وكان يحسن اللغة العبرية …
انه قبس من النور الالاهي على الارض …وواحد من
جنود الله الذين تنطق السنتهم بما يضعه الله فوقها من حكمة

ويشهد الله انني اكدح كدحا في سبيل ان اقترب قليلا من
ذلك القبس لاضيء به حياتي فينشرح صدري …وتزول
ذنوبي …ويتطهر ضميري …

. جوهر الإسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى