متفرقات

هذا ما يفعله الحجّاج في يوم عرفة

بعد يوم التروية الموافق لليوم الثّامن من شهر ذي الحجّة، يصعد الحجاج اليوم إلى عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة للوقوف على صعيدها الطاهر وأداء ركن الحج الأعظم، فما الذي يجري في هذا اليوم؟

أين تقع منطقة عرفات؟
ARAFAT 1
عرفات أو عرفة منطقة مستوية تبعد عن المسجد الحرام في مكّة المكرّمة نحو 20 كيلومترا باتجاه الجنوب الشرقي. ويحد عرفات من الجهة الغربية وادي عرنة.

وتقع عرفات خارج حدود الحرم، وهي أحد حدود الحرم من الجهة الشرقية، وإجمالي مساحتها 10.4 كلم2، وقد وضعت علامات تبين حدودها.

لماذا سميت عرفة بهذا الاسم؟

قيل إن عرفات سميت بذلك لأن الناس يتعارفون فيها، أو لأن أمين الوحي جبريل عليه السلام طاف بالنبي إبراهيم عليه السلام وكان يريه المشاهد فيقول له “أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟”، فيرد إبراهيم “عَرَفْتُ، عَرَفْتُ”، كما قيل غير ذلك في سبب التسمية.

ما المقصود بالوقوف بعرفة؟

الوقوف بعرفة يعد الركن الأعظم ولا يصح الحج من دونه، يبدأ من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر الصادق لليوم العاشر، ويكثر فيه الحاج من الذكر والدعاء.

والمقصود بالوقوف بعرفة هو الحضور والشهود والمكوث في هذا المكان لمدة من الزمن، وليس بالضرورة الوقوف على القدمين، فيمكن أن يجلس الحاج أو يستلقي إن كان ذلك أريح له، وعرفة كلها موقف كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس هناك مكان فيها مخصوص بذلك دون غيره، والشرط أن يكون الوقوف ضمن الحدود المعروفة لمشعر عرفات، ويستمر حتى غروب الشمس.

ما الذي يفعله الحاج في عرفة؟

يعرف يوم عرفة أيضا بأنه يوم الحج الأكبر، إذ فيه يؤدي الحجاج الركن الأعظم للحج، وهو الوقوف في صعيد عرفة والإكثار من الذكر والدعاء، وهو ركن لا يصح الحج من دونه.

يجتمع الحجاج في عرفة يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويصلون الظهر والعصر قصرا (ركعتين فقط لكل صلاة منهما) وجمع تقديم، ويستمرون في الدعاء والذكر والتكبير إلى وقت غروب الشمس.

ويوم عرفة من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلاّت وتجاب فيه الدعوات، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، وجعله الله كالمقدمة ليوم النحر، وقد وردت في فضائله ومآثره والأعمال المشروعة فيه -للحاج ولغير الحاج- أحاديث نبوية عديدة.

كما ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى “فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام”.

ما هي أبرز معالم عرفة؟

من أهم معالم عرفة التي يتنافس الحجاج في الوقوف بها طلبا للمغفرة والرحمة “جبل عرفة”، الذي تسميه العامة “جبل الرحمة”، وهو المكان الذي ألقى أسفله النبي محمد عليه الصلاة والسلام – قبل 14 قرنا – خطبة الوداع التي أعلن فيها اكتمال رسالة الإسلام.

ويقع “جبل عرفة” شرقي عرفات، وهو أكَمَة تتكون من حجارة صلدة سوداء وكبيرة وسطحها مستوٍ وواسع، يعلوه شاخص (عمود حجري) طوله 7 أمتار، كما يدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57 سنتمترا.

ويبلغ عرض هذا الجبل شرقا 170 مترا، وعرضه غربا 100 متر، وطوله شمالا 200 متر، وطوله جنوبا 170 مترا، وارتفاعه عن سطح البحر 372 مترا، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 مترا.

ومن أهم معالمه أيضا مسجد نمرة، وهو الموضع ذاته الذي خطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، ويصلي فيه كثير من الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، ويحرصون على القدوم إليه ليستمعوا إلى خطبة يوم عرفة.

ويعرف المسجد بعدة أسماء كمسجد إبراهيم وعرنة وعرفة، وتقول إحدى الروايات إنه أخذ اسم “مسجد عرفة” من قرية تقع خارج منطقة عرفة، أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار منها إلى وسط عرفة وصلى هناك وخطب في الناس.

ويرجَّح بناء المسجد في منتصف القرن الثاني للهجرة في بداية عهد الخلافة العباسية (في القرن السابع الميلادي)، ثم حظي لاحقا باهتمام السلاطين على مر فترات التاريخ الإسلامي.

المصدر: الجزيرة + وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى