صالون الصريح

هادي دانيال يكتب: نحو بديلٍ مُستَقِلٍّ لِمُنَظَّمَتَيْنِ لم تُوَحِّدا العَرَبَ ولم تَصُونا ‘كرامةَ المُسْلِمِين’

HEDI DANIEL
كتب: هادي دانيال

عندما أطلق “محمّد الضّيف” قائدُ كتائب عز الدين القسّام اسمَ “طوفان الأقصى” على عملية يوم السبت 7 أكتوبر 2023 ردَّاً على «الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المَسْجِدِ الأقصى المُبَارك واعتداء المُستوطنين الإسرائيليين على المُواطنين الفلسطينيين في القُدس والضّفّة والدّاخل المُحتَل»، كان يأمل من ذلك أن يستنهضَ هِمَمَ مليار وتسعمائة ألف نسمة يعتنقون الإسلامَ ديناً يعدّ المسجد الأقصى مُقَدّساً بصفته “أولى القبلتين” في الحديث “و”باركنا حوله” في القرآن…

هستيريا غير مسبوقة

ولكن الذي حصَلَ أنّ الشارع الإسلامي الذي اغتبط بمشاهد إذلال “الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقْهَر” على أيدي المقاتلين الفلسطينيين تَمَوّجّ غّضباً على هستيريا الجيش الإسرائيلي المدعوم من الغرب بأسره بقيادة الإدارة الأمريكية، هذه الهستيريا التي تجلت باستخدام أحدث الأسلحة الغرْبية وأشدّها فتْكاً بالبشر والحجر للانتقام من أطفال غزّة الخدّج والرضّع والذين أعمارهم دون سنّ الأربع عشرة سنة ولهدْم بيوت الفلسطينيين ومدارسهم و كنائسهم ومساجدهم ومشافيهم على رؤوس كلّ مَن تواجَدَ تحت سقوفها..
بعْد الحصول السريع على الضوء الأخضر الغرْبيّ الذي عدّ سلسلة الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بمثابة “الدفاع عن النفس” لكنّ الشارع الغرْبي انتفض بقوّة رافضا هذه الجرائم الإسرائيلية غيْر المسبوقة تاريخيّاً، بحيث تَفَوّقَ بها العدوّ الصهيونيّ على مختلف المجرمين الذين عرفتْهم البشريّة منذ قابيل.

ديمقراطية مزعومة

إلّا أنّ أشكال التعبير التي استخدمها الشارع الجماهيري الغرْبي لم تحرّك ساكناً لدى أصحاب القرار الغربيّين الذين بَدَلَ أن تجعلهم الديمقراطية التي يزعمون أنهم حماتها داخل بلدانهم وعبْر العالَم، ناهيك عن حقوق الإنسان والمساواة والحرية وغيرها من القِيَم الكونيّة التي يتشدّقون بها، بَدَلَ أن تجعلهم مزاعمهُم هذه يصطفون مع مواطنيهم في الشارع الغرْبي ونُخَبِه الثقافية والبرلمانية والحقوقية الرافضين للاحتلال الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة والمساندين للحق الفلسطيني، بَدَلَ أن ينتصروا للفلسطينيين ضحايا أقدم مظلمة عرفها تاريخ البشرية المعاصر على أيدي الاستعمار الغربي والصهيونية العالمية…
يُشجّعُ جُلّ أصحاب القرار الغربيّ هؤلاء القيادةَ الإسرائيلية المتمرّدة على القانون والشرعية الدوليين اللذين يحصران حق الدفاع عن النفس بالشعب الذي اغْتُصِبَت أرضه وسُلِبَتْ حقوقه الإنسانية كافة وأولها حقه في الحياة، ولا يشمل “حق الدفاع عن النفس” في كل الأحوال القوى الغاشمة التي تَغتَصِب وتحتلّ وتعتدي وتسلب الحقوق.

قمة مُخزية!

وفق هذه المعطيات الراهنة والمتلاحقة ، عُلِّقَت آمالٌ على أنّ استياء الدوَل الإسلامية (شعوباً وحكومات) من الموقف الغرْبي الرسمي قد يُفْضي، بالحدّ الأدنى، إلى خروج الدول الإسلامية وخاصة العربية منها عن سكّة التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم وإلى غلق سفاراته في الدول العربية والإسلامية وغلق سفارات الأخيرة في تل أبيب، وإلى أن تُتّخّذ القرارات بهذا الشأن في قمة الرياض العربية – الإسلامية المزدوجة يوم 11/11/2023، لكنّ الذي حصل أنّ وقائع هذه القمة كانت مخزية ونتائجها من “إدانات” و”مُطالبات” ضرْبٌ من “مُراكمة الأصفار” في “طاحونة الشيْء المُعتاد”.

فأن يصرّح السيد “أنطونيو غوتيريش” الأمين العام للأمم المتحدة يومَ 24/10/2023 بأنّ “الشعب الفلسطيني يخضع لاحتلال خانق على مدى 56عاما” وبالتالي “من المهمّ أن ندرك أنّ هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة”، وأن يكتب الإسرائيلي “جدعون ليفي” يوم16/11/2023 في صحيفة “هآرتس” إنّ “الغطرسة الإسرائيلية كانت وراء مفاجأة 7أكتوبر، حياة الفلسطينيين بنظرها قمامة، والانشغال بمصيرهم وبالاحتلال هو مصدر إزعاج قهري، والفكر السائد أننا إذا تجاهلناه ستنتظم النجوم”، فهذان الموقفان البرتغالي/الأممي، والإسرائيلي المعارض لنتنياهو وسياسة الاستيطان، موقفان مُتَقَدّمان من سياسيّ غربيّ في النهاية (شغل منصب رئيس البرتغال من سنة 1995إلى سنة 2002) وكاتب إسرائيلي مناهض لليمين الإسرائيلي المتطرف، كان يُفْتَرَض أن لا يكون أقلّ منهما موقفُ مَن يعدّ نفْسه خليفةً غيْر مُتَوَّج للمسلمين، أعني الرئيس التركي “رجب طيّب أردوغان” الذي أعلن في قمة الرياض الأخيرة رفضَه وتنصّله من عملية قامت بها “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” التي قبل أن تُحْسَب على “محور المقاومة ” هي في الأصْل تشترك مع “أردوغان” في الانتماء إلى “حركة الإخوان المسلمين”.

منظمة الـ 57 دولة

والمفارقة أنّ “منظمة التعاون الإسلامي” التي عقدت دولها قمة مشتركة أو متداخلة مع قمة دول جامعة الدول العربية، هذه المنظمة التي كانت تُعرف سابقًا باسم (منظمة المؤتمر الإسلامي) والتي تجمع سبعًا وخمسين دولةً إسلامية، وتصف نفسها بأنها «الصوت الجماعي للعالم الإسلامي» وتزعم أنها تهدف إلى «حماية المصالح الحيوية للمسلمين»، والتي حصلت على عضوية دائمة في الأمم المتحدة، المفارقة أنّها تأسست في الرباط يومَ 25 سبتمبر 1969، إذ عُقد أول اجتماع بين زعماء دول العالم الإسلامي، بعد حريق المسجد الأقصى في 21 أوت 1969، حيث طُرِح وقتها مبدأ الدفاع عن “شرف وكرامة المسلمين المتمثلة في القدس وقبّة الصخرة”.

والمفارقة الأجدّ أنّ “أردوغان” نفْسه بعد مُضيّ أيام على خطابه في قمة الرياض وصفَ “إسرائيل” بالدولة الإرهابية لكنه لم يجد حرجا في مواصلة علاقات كاملة وشاملة مع هذه الدولة الإرهابية، تماما كما يدعم ويحمي المنظمات الإرهابية التكفيرية على الأراضي السورية، فهذا الـ « أردوغان” نموذج لكثيرين من القادة المسلمين (العرب وغير العرب) في تلك القمة البائسة التي كانت قراراتها أدنى من مطالب مظاهرات الشارع الغرْبي فما بالك بالشارعين العربي والإسلامي. لقد حرصت القمة التي دعا “محمد بن سلمان” إلى انعقادها في ظلّ القواعد العسكرية الأمريكية على أن لا تثير حفيظة الغرب بإدارته الأمريكية والأوروبية التي تعدّ رفْع شعار “فلسطين حرّة” أو ترديده تحت قبب البرلمانات مِن قبيل “مُعاداة الساميّة”، كما حصل في البرلمان الهولندي مؤخرا.

اقتلوا بطرُق أقلّ بشاعة!؟

إنّ ما سمعناه من القادة المسلمين والعرب في قمّتهم من تعويل على الغرب للضغط على “إسرائيل”/ مشروعه التاريخي في المنطقة، كي تسمح بإدخال المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى ما تبقى من أهلنا في غزة (كما ورد في خطاب الرئيس الأندونيسي مثلا الذي قال إنه سيحمل مطالب القمة إلى الرئيس الأمريكي بايدن) أشبه بدعوة القادة الغربيين بأن يكون قتل الفلسطينيين بطرُق أقلّ بشاعة، فالقادة الغربيون وقادة قمة الرياض لم يتخذوا إجراءً واحدا لوقف المذبحة، فقط تمنوا على القتلة أن لا يحرجوهم أمام شعوبهم فيجهزوا على ضحاياهم بما أمكن من “الأناقة”. ولذا فإنّ ما نتج عن هذه القمة مِن لامبالاة إزاء المجازر الإبادية الممنهجة ضد الفلسطينيين في قطاع غزّة شجَّعَ “نتنياهو” وجيشه على الإمعان في المزيد من الخوض في الدم الفلسطيني، وعلى دفع المستوطنين في الضفة الغربية إلى التنكيل أكثر بالسكان الفلسطينيين” بطريقة مشينة، يلتقطون الصور ويهينونهم، يقتلون ويعتقلون، ويدمرون النصب التذكاري لياسر عرفات في طولكرم، ويختطفون آلاف الأشخاص من أسرّتهم – بهدف تأجيج النار. جنود متعطشون للانتقام، يشعرون بالغيرة من رفاقهم في غزة المنفلتين في الميدان” على حدّ تعبير “جدعون ليفي” سالف الذكْر.

وفي الوقت نفسه فإنّ مخرجات هذه القمة لم تكن مفاجئة نظراً لثِقَل العرب المطبّعين أو الذين بصدد التطبيع مع العدو الصهيوني فيها، والذين مهّدوا لهكذا نتائج من هكذا قمة، والإعلان عن ذلك بدون خجل أو استتار، كما فعل “سلمان بن خليفة آل خليفة” وزير المالية البحريني الذي صرح يوم 26/10/2023 بأنه “لا ينبغي السماح للحرب في غزة أن تعرقل التكامل الاقتصادي مع تل أبيب”، وذلك خلال مشاركته في ما سُمِّيَ “جلسات مبادرة مستقبل الاستثمار” بالرياض أيضا.

وبالتالي:

-إنّ سياسة النعامة التي تنتهجها عدة دول عربية وإسلامية إزاء القضية الفلسطينية بتجاهل حقيقة أن “إسرائيل” مشروع غرْبي قديم متجدّد لإنهاك المنطقة العربية وتمكين الغرب من مواصلة نهْب ثرواتها وتحويل دولها ومجتمعاتها إلى أسواق استهلاكية لمنتجاته المادية وغير المادية، سياسة عقيمة عربيا ولا تخدم غير المشروع الغرْبي الصهيوني، وبالتالي لا يمكن التصدي لهذا المشروع الغربي الصهيوني التوسعي وصولا إلى دولة إسرائيل اليهودية الكبرى، إلا بتحرير الدول العربية والإسلامية من القواعد العسكرية الأمريكية، هذه القواعد التي هي جزء من قواعد احتلال اقتصادي تنتشر عبر العالم بغية إخضاعه لسياسات واشنطن ومصالحها.

اقتناص الفرَص

-لقد أقامت الحركة الصهيونية وعصاباتها الإرهابية كِيانَها الاستعماري الاستيطانيّ على أرض فلسطين العربية باغتنام الفرَص و اقتناصها والمغامرات المحسوبة تكتيكيّاً واستراتيجيّاً، بينما كُنّا دائماً نخسر معاركنا مع هذا العدوّ نتيجة اكتفائنا بردود الفعْل العاطفية والمرتجَلَة. ومنذ يوم السبت 7/10/2023 كتبتُ على صفحتي في الفيسبوك “إن هذه المرة تُخاضُ المعركة فلسطينيّاً بِحِنكَة وشجاعة وإرادة وأساليب قتالية صَعَقَتْ العَدوّ، لكنّ موازين القوى العسكرية والسياسية إقليميّاً ودوليّاً تفرضُ فَتْح جبهاتٍ أخرى كي لا يستفرد العدوّ بالمقاومين الفلسطينيين القادمين مِن قطاع غزّة، وتفويت فرصة قد لا تتوفّر بعد سنوات طويلة لدفْع هذا الكيان إلى انهياره، وبالتأكيد لا نتوهّم فَتْح الجبهتين المُكَبّلَتين باتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة، و ننتظِر فَتْحَ الجبهَتَين اللتين يمتلك محوَر المُقاوَمة مفاتيحهما، إنّها فرصة تاريخيّة لن يفيد لا حقاً تفويتها وقد لا يُسْتَدْرَك”.

صفقة القرن المزعومة

-إنّ ترْك الفلسطينيين وحيدين، ككل مرة، وبناء المزيد من المستوطنات الصهيونية في الأراضي المحتلة سنة 1967، واغتنام العدوّ فرصة حربه الوحشية المفتوحة على غزّة بدون رادع إقليمي أو دولي لتسليح المستوطنين في الضفة الغربية وإلحاقها بما في ذلك القدس بالمصير الذي يُرسم الآن بأحدث أسلحة القتل والدمار لغزّة التي ابتُليَت وشعبها باكتشاف الغاز والنفط في بحرها ورمالها كما ابتليَت بأنها المحطة الأخيرة لـ »قناة بن غوريون” التي تبدأ على البحر الأحمر من “إيلات” عبر صحراء النقب وصولاً إلى شمال القطاع على البحر المتوسط الذي يُخلى حالياً من السكان الفلسطينيين بالقصف والقتل، إنها البديل الذي يُعَدّ لقناة السويس، وهكذا بعد أن كان قادة الكيان الصهيوني يتمنون أن يقوموا من النوم وقد ابتلع البحرُ غزّة، باتوا يدفعون مليارات الدولارات ويغامرون عسكريا وسياسيا وأخلاقيا لاستعادتها.
وبتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس وربما الأراضي المحتلة سنة 1948 يتمكن العدوّ أيضا من تفكيك القنبلة الديموغرافية التي ترعبه لأنها ستفضي بعد سنوات قليلة إلى أن يبلغ عددُ الفلسطينيين ثُلثيَّ سكان فلسطين التاريخية مقابل ثلث من اليهود. كل ذلك في سياق تنفيذ “صفقة القرن” وما سمِّيَ “اتفاقات أبراهام”.

-صحيح أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي يتخبّط في شباكِ المقاومة الفلسطينيّة، وأنّ الفلسطينيين يؤكدون مرّة أخرى أنهم “شَعْبُ الجبّارين” العصيّ على كلّ محاولات الغرْب والصهيونية وأدواتهما لتبخير وجوده، شَعْبُ المفاجَآت التاريخية الذي يخوض الآن معركة مِفصليّة في حرب قارب عمرها القرْن، ولكنه صحيح أيضا أنّ تحرير فلسطين أو بعضَ ترابها يقتضي حربا طويلة الأمد، فهذا الشعب في هذه اللحظة التاريخيّة يخوضُ حربَ تشرين/أكتوبر الفلسطينية التي نرجو لها أن تضع حدّاً لمسار التطبيع العربي الرسمي مع الكيان الصهيوني بعد أن كان من أبرز نتائج حرب أكتوبر/تشرين العربية التأسيس لهذا المسار التطبيعي الرسمي باتفاقيات كامب ديفيد. لذا نأمل أن يصمّ المقاوِمون الفلسطينيون آذانهم عن نباح المُطّبعين الرسميين وغير الرسميين العرب والمسلمين وفحيحهم، قبل أن يُنجزوا مهامّهم ويحققوا كاملَ الأهداف التي انطلقوا لتحقيقها، حسب بيان القائد “محمد الضيف” ذات صباح سبْتٍ بهيّ.

حرب تحرير

-إنّ حرب تحرير طويلة الأمد لن تكون مضمونة النتائج في ظلّ منظمات إقليمية ك”جامعة الدول العربية” و” منظمة التعاون الإسلامي” اللتين منذ تأسيسهما لم يوحِّدا العرب ولم يَدْعَما تعاوناً إسلامياً حقيقياً لفكّ أسْر المسجد الأقصى وما حَوله. وكي لا يبقى القرار العربي والإسلامي رهْنَ هذا الخليط من دُوَلٍ تابعة للغرْب ومصالحه تحُول دون الوصول إلى قرارات لصالح شعوب المنطقة الإسلامية وضمنها المنطقة العربية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، ودُوَلٍ مستقلة عن هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية ترفع الشعارات المعادية لواشنطن وتل أبيب لكنها غير قادرة على توجيه دفة المنظمة في هذا الاتجاه المستقل عن إملاءات واشنطن، مما يُبقي المنظمة عاجزة عن اتخاذ قرارات ترفع التحدي، فإنّ المرحلة الجديدة تقتضي الفرز الواضح والجذري، وبالتالي قيام منظمة تعاون إسلامي مستقلة لا تئنّ أراضي أي دولة عضو فيها تحت وطأة القواعد العسكرية الأمريكية، ولا تربط سياساتها بمصالح الغرب، منظمة تضم الدول الوطنية الحرة المستقلة ذات السيادة الكاملة على أراضيها وثرواتها الطبيعية والبشرية بحكومات لا تخدم غير المصالح الوطنية لشعوبها، وفي الوقت نفسه ترسم سياساتها الخارجية بما ينسجم مع القانون والشرعية الدوليين، وبما يرفض كلّ أشكال الهيمنة الاستعمارية الإقليمية والدولية والتي تتمثل خاصة في الغرب الإمبريالي والصهيونية العالمية وأدواتهما العسكرية كالحلف الأطلسي ومنظمات الدين السياسي التكفيرية الإرهابية. وكما وجد الحق الفلسطيني مناصرين له في أمريكا اللاتينية كـ بوليفيا وكولومبيا وتشيلي كانت في هذه اللحظة التاريخية من مسار القضية المركزية عند العرب والمسلمين أكثر راديكالية من الحكومات المحسوبة على العروبة والإسلام، ستجد هذه المنظمة العتيدة المستقلة عن المصالح الغربية الصهيونية في كل المجالات الاقتصادية والمالية والتقنية والصناعية والزراعية والسياسية، ستجد دعما صادقا من دول تحترم الشرعية والقانون الدوليين كـ الصين وروسيا وجنوب أفريقيا وغيرها في عالم متعدد الأقطاب يقطع نهائيا مع شريعة الغاب التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على العالم منذ الاستفراد بتقرير مصائر دول وشعوب العالم، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي في أوروبا الشرقية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى